(نِعمة الباقر) .. الإنحراف عن الحياد والمهنية..!

فاطمة لقاوة

،، ما زِلت أتساءل عن الدوافع الأساسية التي أجبرت الصحفية نِعمة الباقر أن تتخلى عن الحياد والإلتزام بالمهنية والاحترافية في التقارير الاستقصائية الأخيرة التي قامت بها، والتي أفقدت “نعمة” الكثير من المؤيدين وأكسبتها عدد مهول من الرافضين والناغمين عليها.
نعمة الباقر ظهرت كصحفية استقصائية في القارة الأفريقية، وذاع صيّتها في السودان عام (٢٠٠٨م)تقريباً عندما قامت بعمل صحفي استقصائي، وسط أدغال وأحراش دارفور، وهي تحاول الوصول إلى (محمد حمدان دقلو حمدان) قائد قوات الدعم السريع الذي خرج مغاضباً من المركز رافضاً استغلال جهود قواته دون انصافها وتقنين وضعها، وقد استطاع بحركة ذكية في ذاك الوقت من تحقيق أهدافه وثبت واقع أفضل لقواته .
أظهرت نعمة الباقر خلال عملها الاستقصائي في ذاك الوقت مجهوداً أثبتت من خلاله اجتهادها وعزمها على تحقيق هدفها من العمل الصحفي الاستقصائي وإلتزامها الحياد التام والمهنية والمصداقية وتكبدت مشاق السفر وسط وديان وسهول دارفور، وأفلحت في انتاج مادة إعلامية لفتت إنتباه الجميع، ولكن فجأة تبدل حال الصحفية نعمة الباقر، التي أصبحت أكثر تنعماً، ولجأت لتجهز تقارير استقصائية مضروبة أقامت فصولها على معلومات سماعية بعيداً عن المهنية والحياد، وأصبحت تغرق في مستنقع الإنحياز، وظهرت حولها الشُبهات عندما تحدث البعض عن جولاتها السابقة في السودان قُبيل حرب ١٥/أبريل برفقة ضابط يحمل رُتبة 《نقيب في الإستخبارات، وبدأت نعمة في فبركة تقارير لا علاقة لها بالعمل الاستقصائي المُحِترف، وأظهرت فيها العداء السافر لقوات الدعم السريع ومحاولة إلصاق التُهم بقياداتها دون مُبرر يقنع المُتلقي للتقارير ،وأصبحت نِعمة الباقر جزءاً من قائمة الصحفيين الذين مهدوا للحرب في السودان.
نعمة الباقر التي ظهرت في بعض اللقطات وهي تتباكى أمام خالها وتترجاه بأن لا يعود للسودان خوفاً عليه من الحرب ..!هل تُدرك مرارات الحرب فِعلا ..؟! وكيف لحواء السودانية التي تعيش أسوأ حالات المُعاناة وهي تشاهد زوجها وأخوها وإبنها وأبوها الذين يتم ذبحههم أمام ناظريها، ويتراقص أشرار البرهان على جُثثهم التي تم التمثيل بها وحمل رؤوسهم المبتورة ،وأياديهم المقطوعة أمام كاميرات الهواتف في منظر لا يمت للإنسانية بِصلة.
نِعمة الباقر التي لا تتورع عن نقل الأكاذيب من أجل تحقيق كسب سياسي لمن رأوا ذلك،وهي تحاول تجريد قوات الدعم السريع من سودانيته..! م في إنحياز غير أخلاقي للإسلاميين الذين يديرون الحرب في السودان،وتلجأ لبناء تقارير كاذبة تستند إلى أقوال سماعية وإملاءات من جِهات معروفة.. لا أدري هل إستجابت لهم خوفاً أم رغبة منها..؟! ..ولماذا نعمة الباقر لم تكلف نفسها كسابق عهدها وتحضر للسودان وتجتهد في استقصاء الحقائق دون مجاملة ،لتحافظ على مكانتها الصحفية ومصداقيتها مع جمهورها؟!.
هذه الحرب رغم سوأتها ،إلاَّ إنها فضحت كثيرين من تدثروا بثوب القومية ويتمشدقون بالمناداة بدولة المؤسسات لا الشُلليات ،لكنهم اليوم أول من وقعوا في مستنقع الشُلليات المناطقية، بهدف المحافظة على امتيازاتهم ومصالحهم المكتسبة من المركز.
أول أمس عندما قرأت تقرير نعمة الباقر الكذوب استفزني ذلك فأخذت رقم هاتفها وراسلتها على الواتساب ،وأبديت لها رفضنا للتقرير الذي لم يلتزم بالمنهجية والمصداقية المهنية،وأوضحت لها بأن من الضرورة أخذ المعلومات بمصداقية وشفافية،وأننا في قوات الدعم السريع نرفض هذا التقرير ،الذي لم يلتزم بالمصداقية والشفافية.
جاء رد الصحفية نعمة الباقر خجولاً غير مُقنع عندما أشارت بأنها قد حاولت التواصل معنا في مؤسسة الدعم السريع، ولم تجد إجابة ! .. لم تكن 《نعمة الباقر》صادقة فيما تقول ، ولم تتواصل مع أي طرف من أطراف قوات الدعم السريع، كما زعمت، ومن حق قوات الدعم السريع تقديم شكوى رسمية لقناة CNNوترفض الأكاذيب المصاحبة للتقرير.
بعيداً عن الخطوات الرسمية التي من حق قوات الدعم السريع إتخاذها، إنني اليوم أكتب هذا المقال بمثابة جهاز إانذار مُبكر للزميلة الصحفية (نعمة الباقر)التي كُنا نكن لها الاحترام ونشجعها على عملها الصحفي الإستقصائي الشاق ،ولكننا اليوم نهمس في أُذنها إن كانت تستطع السِماع لنقول لها:إلتزمي الحياد يا نعمة !وعودي لوضعك السابق دون تحيز أو إملاءات ،أو إصطفاف ! ..حاولي فهم طبيعة الصراع السوداني الدائر اليوم وأربطي ماضي التعقيدات السياسية كافة وتراكمية الأزمة السودانية،واستقصي الحقائق من مصادرها، ولا تحاولي مسح تاريخك الصحفي بالاصطفاف الأعمى والتحيز،وتدليس المعلومات وفبركتها.
إن الذين يقاتلون في صفوف الدعم السريع الآن هم الغلابة من شبابنا السوداني،ولا تستطيعوا تجريدهم من سودانيتهم مهما اجتهدوا.
إن قوات الدعم السريع في قُرى ومُدن الجزيرة وغيرها من المناطق التي دخلتها مُحررة، قامت بتقديم خدمات إنسانية وساعدت في معالجة بعض القضايا الإجتماعية، وأن هناك لجان طورائ تتبع للدعم السريع ،ولجان محاربة الظواهر السالبة، إلاَّ أنني كما ذكرت لك في الخاص أقول:جاءت هذه الحرب بعد ٣٠ سنة من حكم الإنقاذ الفاسد المُفسد ،الذي تغلغل فساده في نفوس المواطنيين، وكنت شاهدة عيان في حرب ١٥/أبريل ،بحكم وجودي في الخرطوم منذ الطلقة الأولى في المدينة الرياضية في الساعة ٦:٣٠صباحاً عندما هاجمت كتائب الإسلاميين وجيش البرهان، قوات الدعم السريع، ومكثت هناك إلى ١٥/ يوليو..!، ورأيت بعيني كيف حصد طيران البرهان أرواح المفوجيين والمستجدين العُزل في كرري، وكيف قامت استخبارات “الكيزان” بكسر السجون وإخراج المجرمين، وكيف يقوم البعض بسرقة البيوت والمنازل في الخرطوم بصورة تُبين الحِقد والغًبن الطبقي الذي أحدثته سياسة الإنقاذ،ورأيت كيف أن إستخبارات البرهان تقوم بتسليح عصابات كتائب الظل وتلبسهم ملابس الدعم السريع ليقوموا بتنفيذ جرائم ممنهجة ويوثقوا لها ،ورأيت كيف أن استخبارات الكيزان تعتقل وتصفي الشباب السوداني فقط بذريعة الإنتماء لمكونات إثنية معينة، وما زالت هذه الأفعال مستمرة إلى الآن والشواهد في ذلك تحتاج لكتب متعددة تحكي الروايات المُفزعة والمُحزنة التي قد تفوق حكايات” ريا وسكينة”.
رأيت بأم عيني كيف يحاول العطا والإسلامويين تحويل الصراع ليصبح حرب أهلية شاملة، لذلك إن كنتي ما زلتي ملتزمة بالمِهنة الصحفية فعليك بمراجعة مواقفك والعودة للعمل الاستقصائي رغم متاعبه وإلاَّ فهنيئا لك الإنحياز والإصطفاف، ولكن ضعي في حساباتك بأن العالم اليوم أصبح قرية ومن الصعب تمرير الدّجل والأكاذيب والتي لا يمكن أن تخلق رأي عام كما تتوهمون الآن. إعلموا أن الحقيقة دائما تعلو ولا يُعلى عليها.
ولنا عودة بإذن الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.