الحياد وإنتهازية الذات..!

بقلم: سليمان مسار

قال مارتن لوثر كنج:: “إن أسوأ مقعد في الجحيم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى..!” “
الحياد هو الوجه الحقيقي للإنتهازية، ولأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتميز بالإنتهازية وحب الذا ت، إذ لا شئ يقبل أن يكون بلا موقف حتى الحيوانات والنباتات والجمادات تأبى، إلا أن يكون لها موقف واضح.
أما الحياد كإتجاه علمي أمر محمود ولايلزم صاحبه، حيث يتجرد الباحث والدارس والعالم عن كل رغائبه وتوجهاته وأفكاره المسبقة ويسعى لدراسة كل حالة كما هي، ولاينتابه الخجل والحياء من أي نتيجة تتوافق أو تخالف نتائجه.. هذه تُمثل القيمة الإنسانية الحقيقية لمعنى الحياد ذو السياق العلمى.
أما الحياد كسلوك إنساني تجاه كل القضايا والصراعات الدائرة أمر غير محمود، لأن فى كل صراعات هذا الكون هنالك ظالم ومظلوم، وعندما نقف نشاهد الظالم يقتل أو يظلم المظلوم فعندها نحن لا نقف الحياد بل نقف مع الظالم .
والوقوف بين طرفي أي صراع، لا يعني الحياد فيه، إنما هو قوف مصلحة وإنتهازية صارخة، وهذا ما حصل مع ما يسمى مجازاً بحركات الكفاح المسلح.. عند بداية الصراع اتخذت الحياد كقبلة لجأت إليها وعند منتصف الطريق قدمت لها فتات سلطة بخسة الثمن، فهرولت إليها دون أي وازع أو ضمير .
واتخذت هذه الحركات الانتهازية بداية الصراع، الحياد كوسيلة أو ضرورة مرحلة فقط من أجل الوصول إلى ما تصبو اليه . وللأسف بعد كسر حيادها اختارت الموقف الخطأ.. وذلك بمهادنتها وتحالفها مع من كان قبل اليوم جلادها ،و هذا ليس بمستغرب عن هؤلاء الرجرجة والدهماء فاقي البصر والبصيرة، وليعلم قادة هذه الحركات الإنتهازية إن ما اتخذته من موقف لها وعليها ماعليها ..وحين تدور الدوائر فاليعلموا: أن للرجال حجماً وللأحداث مقادير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.