فاطمة لقاوة تكتب: آن الآوان لوقف الحرب ولكن!
كذب من ظن بأن حرب ١٥أبريل ،إندلعت فجأة دون ترتيب أو تخطيط مسبق، من بعض نُخب الدولة المركزية العميقة وأتباعهم المُدجنيين،الذين ربطتهم المصلحة وإمتيازات النفوذ السلطوي والإقتصادي،لذلك شاهدنا صمت بعض النًخب ومباركتهم لأفعال عصابة الكيزان التي سرقت إسم الجيش السوداني،وأنحياز بعضهم بكل وقاحة لأفعال البرهان الهارب المعتوه ،ومحاولتهم العزف على وتر التعقيدات القبلية في كردفان ودارفور والتي تدير أزمتها إستخبارت جيشهم المهزوم ،ناسيين قومية قوات الدعم السريع ووجود الإنتماء لها من كل بيت سوداني.
سهل جِداً أن تَحدد زمان ومكان إنطلاق الطلقة الأولى في أي حرب ،ولكن من الصعب تحديد مجرياتها والتحكم في نهاياتها،لذلك نشاهد اليوم تخبط عصابة الكيزان وتوهان بعض النُخب التي ما زَالت تبارك الحرب في السِر بينما تتباكى على معاناة المدنيين في العلن.
لست متفاجئة من عويل المدعو 《خالد سلك》،ولا هرطقات 《ياسر عرمان》،وأقدر جِدا حالتهم النفسية ،وخوف خالد سلك على أهله في قُرى فداسي ،وهلع ياسر عرمان على أهل والدته في مدني وقُرى الجزيرة ،ولكن سؤالي لياسر عرمان:لماذا لم نسمع عويلك هذا وأنت مصاحب لدكتور جون قرنق طيلة فترة حربه في جنوب السودان حيث ظللت معهم ولم نسمع لك عويل على انتهاكات الجيش التي ظلت راسخة في أذهان أهلنا الجنوبيين ولن يمحيها الزمن ،وقد يممت وجهك إتجاه الشمال بعد أن ابحرت سفينة الجنوب نحو الإنفصال؟!ولماذا لم نسمع هذة البكائيات عندما كانت حكومة المركز ترمي براميلها الحارقة فوق رؤوس أهلنا في جبال النوبة ؟!ولماذا لم نسمعك تنعق عندما إستهدفت طائرات جيش البرهان أهلنا في احياء مايو، والحاج يوسف وأمبدة، وقندهار والموليح ،وفي الأبيض ونيالا ،والفاشر، وبابنوسة، وابو زبد؟ أليس الوجع واحد؟!أم أن الدماء والارواح مقاماتها تختلف عند النخب السياسية؟.
لماذا حزب المؤتمر السوداني أزاح كادره المميز 《مستور أحمد》ودفع بخالد سلك الذي لا يجيد سوى العويل على أهل فداسي والخوف على مستقبل حياتهم؟!.
صحيح أن الحرب أسوأ ما عرفته البشرية من ظواهر إجتماعية،وأن الشعب السوداني،قد وضعه القدر في معترك أفيال بعد عقود متراكمة من الفشل السياسي والإداري ،وأسوأ ما فيها حِقبة الإنقاذ الفاسدة والمفسدةمعا،والتي ظهرت نتائجها في هذة الحرب اللعينة،إلاَّ أن الحرب قد كشفت زيف النًخب وإزدواجية المعايير عندهم وأظهرت خواء فكرهم و سعيهم للتزحلق السياسي بفهلوة فضحتهم .
آن الآوان لإيقافها ،ولكن بأُسس ومعايير واضحة يجلس من خلالها الجميع حول طاولة نقاش مستديرة دون تمييز أو إقصاء لأحد إلاَّ من أبعدتهم إرادة الشعب.
ولنا عودة بإذن الله
الأحد،١٧ديسمبر/٢٠٢٣م