(حميدتي) رائد التحرر الوطني وأيقونة المشهمين والواقفين علي الرصيف
نجم الدين دريسة
الحقيقة الدامغة جداً هي أن لعبة تقشير البصلة وصلت إلى طبقة يصعب جداً تقبلها عند الذين ظلوا يفترضون ألا تتجاوز أدوار أبناء الهامش في دولة النخب فقط الأدوار الثانوية، أو قل الترميز التضليلي.. لأن الدولة الموروثة من الإستعمار ظلت تعمل على تنميطهم، وبالتالي حتى شعاراتهم البراقة التي يلوحون بها شعارات تنضح بالزيف لذا كانوا يريدون السيد محمد حمدان دقلو فقط منحاز للتغيير لا قائداً له ويتفق في ذلك أبناء المهدي والخطيب وأبناء الميرغني والبرهان، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم .. هذه حقائق مجردة يجب نطلقها هكذا بلا رتوش… كل هؤلاء سخروا مؤسساتهم، ووظفوها لوأد التغيير الذي حرك رمالاُ كثيفة جدا من تحت أرجلهم .. وظلوا يسعون لشيطنة القائد العام لقوات الدعم السريع وقواته والفشل يلازمهم في كل محاولاتهم الدنيئة .. فأصبح ما أسهل أن يطلق قيادي حزبي أو ضابط في الجيش المختطف تصريحات تسئ للدعم السريع أو حتي تلفيقات وأحاديث منزوعة من القيم الإخلاقية والإنسانية، ولكن ظل المد الثوري للأشاوس متصلاً .. حالهم حال المهدي الذي أطلق قولته الشهيرة: ” ناري هذه أوقدها الله وأعدائي حولها كالفراش كلما حاولوا ان يطفؤها اُحرقوا بها وصار أمري فاشيا”.. يبدو أن الأمر مرتبط بالمشيئة الآلهية وبما أنني متهم بالعلمنة، وهي شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها .. كنت متردداً ان أضفي هذا البعد الميتافيزيقي لهذه الجذوة المتقدة بايمان مدهش من طيف عريض جدا من الشعوب السودانية بكل ألوان طيفهم حتى كتب لي بمحض الصدفة ان أحضر منصة الأستاذ ساجد، وهي من المنصات التي تُحظي بحضور كثيف وجدته قد استضاف الأستاذ المفكر الرجل الحجة ياسر العديرقاوي وكان يعقد مقارنة مذهلة بين سيدنا موسي عليه السلام، والقائد محمد حمدان دقلو، واستطاع الرجل ان يقودنا إلى عوالم رائعة حدثنا عن قصة سيدنا موسي وانه تربي في كنف فرعون، وأن الله تعهد بالرعاية ولتصنع علي عيني كيف صار نبيا مرسلا وأرسل الى فرعون وكيف آمن الناس برسالته وتركوا فرعون بعد رأوا الفرق بيّن الفساد والصلاح. تحدث أن شخصية العبد الصالح “حميدتي” كرجل صادق وشفاف وصاحب “كايزرما” استطاع أن يدخل قلوب الناس فأحبوه لبساطته وفطنته وذكاءه الفطري الوقاد فوق هذا شجاعته وعطائه فهو رجل فيه مواصفات عظماء التغيير والرائد الذي لا يكذب أهله، تجد تصريحاته متقنة جداً ما يؤكد أن الرجل تحركه دوافع وطنية خالصة من أجل انقاذ هذا الشعب المغلوب على أمره في هذا الوطن المتعدد والمتنوع والزاخر بالموارد والمقدرات .. الرجل لا تحركه نوازع حزبية ولا جهوية ولا مناطقية، مجرداً إلا من الانتماء لهذا الوطن العريض .
الرجل حصيف ومدرك تماما أن الطريق نحو التغيير محفوف بالمخاطر، لكن ظل يؤكد على أنها خُطى يجب نخطوها رغم التحديات حتى ينعتق السودان من أمراض الماضي، وينطلق نحو مستقبل تسوده قيم الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم.