شريف عبدالشافع ادريس يكتب..خلافة دبي الابن للسلطة وعلاقتها بالاحتجاجات القائمة فى تشاد

شريف عبدالشافع ادريس يكتب… خلافة ديبى الابن للسلطة وعلاقتها بالاحتجاجات القائمة فى تشاد؟

 

لم تمض سوى ايام من تنصيب محمد ادريس ديبى رئيسا انتقاليا للجارة تشاد لتشهد البلاد موجة من الاحتجاجات والتظاهرات خاصة فى العاصمة انجمينا ومدينة موندو فى الجنوب خلفت موتى وجرحى فى صفوف المحتجين ، ومن خلال الشعارات المرفوعة والمسموعة يبدو انهم يحتجون لتمديد الفترة الانتقالية والمطالبة بحكومة منتخبة من الشعب وبينما يرى آخرون ان ما تم يكرس لتوريث السلطة .

ولقراءة المشهد لابد ان نستصحب معنا ما جرى ويجرى فى دول الربيع العربى وخاصة ليبيا ومصر وسوريا فقد هبت شعوب تلك البلاد بعد شعورهم بسعى زعماء تلك البلاد لتوريث السلطة وبالفعل خلف بشار الاسد والده فى سوريا و كان يجرى التمهيد لنفس السيناريو فى كل من مصر وليبيا واليمن لولا سقوط تلك الحكومات.

لكل هذه المعطيات فقد توصل شعوب معظم البلاد التى يمكث فيها رؤساؤهم لفترات طويلة الى مثل هذه القناعات ويرون ان لا سبيل للاطاحة بهم الا عبر الثورات والتى تبدأ بالاحتجاجات والتظاهرات لتشكيل ضغط ورأي عام ومن ثم يجدون السند والتعاطف محليا ودوليا ليصلوا الى اهدافهم المنشودة .

وهنالك عدة اسباب تسهم فى قيام الثورات منها عدم احترام المعاهدات والدساتير وتقديسها مما يؤدى الى تعطيلها او التلاعب بها وفق الاهواء ويتجلى ذلك فى تمديد فترات الحكم لما بعد المدد المقررة ومثل هذا الامر يمهد للدكتاتورية .

كما تعتبر الانقلابات العسكرية وما يتبعها من تطبيق للاحكام العرفية وتعطيل للدستور سببا لخلق الدكتاتوريات .

وهنالك سبب اخر يتمثل فى فقدان الثقة واتساع الهوة بين الحكومات والشعوب لعدم احترام ارادة الشعوب فى التمتع بالحد الادنى من استحقاقاته الدستورية.

وهنالك امر اخر يتمثل فى جنوح الحكومات لإستخدام القوة لإسكات الشعوب المطالبة بحقوقها المشروعة بدلا عن الحوار واتاحة القدر اللازم من الحقوق المكفولة لهم بالدستور .

ان محاولة قمع الشعوب لمجرد المطالبة بحقوقهم المشروعة والتعبير عن الارادة لا تطيل من امدها بقدر ما تفقدها الشرعية .

ان تتويج ديبى الابن جاء نتيجة لحوار وطنى شامل وتم تمديد الحكم له لعامين قادمين ولكن استهلاله لهذه الفترة بالقمع سوف يخصم من رصيده .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.