عقوبات لها مابعدها …!
عصب الشارع
صفاء الفحل
عقوبات لها مابعدها …!
لم تكن الحكومة الإنقلابية تتوقع عندما رقصت على أنغام العقوبات التي فرضتها أمريكا علي قائد قوات الدعم السريع (حميدتي) بأن الخطوة تمهيداً للإعلان بصورة مباشرة على أن طرفي النزاع على كفة واحدة لديها، لتعود قبل مرور أسابيع وقبل إستلام الرئيس ترامب لمهامه الرئيسة بفرض عقوبات على قائد المجموعة الإنقلابية (البرهان) وبعض الشخصيات التي كانت تعمل تحت إمرته في الخفاء في خطوة تقول بأن القادم سيكون أسوأ إذا لم يعمل الطرفان بصورة جادة لإيقاف هذا القتال العبثي وإنقاذ الشعب السوداني من خلال الحوار.
وقد يرى البعض أن العقوبات أمر طبيعي ومتوقع علي جنرالات الحرب من الطرفين ولكن الأخطر من ذلك ماورد في تقرير تلك العقوبات الجديدة بأن الحكومة (البرهان) قد اشترت (أسلحة كيمائية) محرمة دوليا بواسطة سمسار يعمل لدي الصناعات الحربية ويحمل الجنسية الأوكرانية من أصول سودانية يدعي (احمد عبد الله) قامت الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات عليه أيضاً وأن الجيش السوداني قد استخدم تلك الأسلحة المحرمة التي إشتراها بأوامر مباشرة من البرهان بالقصف الجوي خلال المعارك على المدنيين بالمنازل والأحياء السكنية، الأمر الذي يضع البرهان ومجموعته على بعد خطوات من المحكمة الجنائية الدولية على إعتبار أن الأمر إبادة جماعية باستخدام أسلحة كيمائية محرمة دوليا .
وقد يكون قائد الحركة الانقلابية لا يدري أبعاد هذا القرار وما يحمله من مضامين وهو يصرح بأن الأمر لا يهمه كثيراً وتأثيره على الوضع المتأزم أصلاً بالبلاد ويحاول تكرار الأيام السوداء للمخلوع لتكون رحلاته الأخيرة لبعض الدول الأفريقية هي الأخيرة له خارج (بورتكوز) إذا ما بدأت المحكمة الجنائية الدولية التحقيق حول تلك الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية التي تمت بها.
ويبدو من حديث قائد الإنقلاب الأخير أنه قد قرر التضحية بكل الشعب السوداني من أجل الاستمرار في حلمه في الحكم بمساندة فلول العهد الذي خرج كل الوطن ضدهم في واحدة من أعظم الثورات الشعبية في التاريخ ليبدأ مواجهة جديدة مع كل العالم ستزيد من معاناة الغلابة الذين لاحول ولاقوة لهم، ويقول بكل بجاحة أن الأمر لا يهمه كثيراً ويتناسي أو يتجاهل دروس التأريخ التي تقول بأن الدكتاتوريين مهما تكبروا وتبجحوا فإنهم زائلون وبأسوأ الصور ..
وثورتنا أبداً لن تتوقف حتي زوال هذه الغمة ..
وأن المحاسبة والقصاص ستأتي يوما ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة