ثويبة عبد الله تكتب: ابتسم أنت في ود مدني

مدينة ودمدني ظلت عصية على الاختراق، شيمتها الصبر والجلد منذ بداية الحرب .. ولكنهم استهانوا بها وبعظمتها وانسانها وتاريخها لمجرد العبارة التي كتبت على مدخلها استقبالا وترحيبا بزوارها ومرتاديها إن “ابتسم انت في ود مدني”، تلك العبارة التي يفسرها كل من جهل الحقيقة والتاريخ بأنها تعبر عن مدينة هينة ترقد على ضفة النيل بهدوء كالحمل الوديع..حتى كانت التجربة والبرهان.
إن ماحدث اليوم في مدينة ودمدني من تبادل للقصف المدفعي والقصف بالطيران الحربي لهو انتهاك واضح وصريح لحقوق المدنيين وممتلكاتهم ، فالكل يعلم انها مدينة حوت الملايين من النازحين من الخرطوم وغيرها بجانب سكانها الاصليين ، ولولا إن الجزيرة كانت قد جمعت ابنائها منذ بداية الحرب حول أب واحد ( وإن كان غير شرعي) فحسم الأمر وحقنت الدماء ،لتكررت نفس المأساة التي حدثت من قبل في الخرطوم ونيالا والجنينة وغيرها
عجبي لاستخبارات الجيش التي عميت وصمت عن العلم بهذه الارتال الضخمة من قوات الدعم السريع وهي تعد نفسها وتتحرك بكل هذا الكم الهائل من القوات والعتاد لتصل اليكم في عقر داركم ، ثم يكون الرد بأنها كانت مرصوده منذ البداية ،ولماذا لم يتم التعامل معها في اماكن اعدادها أو بمجرد تحركها حتى لا يتم ترويع المواطنين باصوات الرصاص والمدافع وتحليق الطيران الحربي هذا على اقل تقدير؟ ام إن تلك الاستخبارات لم تتعلم سوى الاعتقال والتعذيب .. ولا غبار إن كان الجيش نفسه لم يتعلم كيف تدار حرب المدن بل تعلم فقط كيف يستخدم الطيران الحربي في استهداف المدنيين الابرياء وممتلكاتهم .. وإلا فماذا يعني إن يقصف الطيران الحربي المواطنين العزل في ولاية الخرطوم وهم آمنين في منازلهم أو في اسواقهم يتبادلون السلع ويقتاتون لابنائهم حتى يستطيعون الصمود والبقاء في وطنهم رغم ماحيك وحل بهم ، فما زالت الخرطوم رغم انعدام ادنى مقومات الحياة فيها ملاذا غير آمن لما يفوق الخمسة ملايين نسمة جميعهم في اشد الحوجة للحقوق الإنسانية الاساسية من غذاء ودواء وأمن ولكن لاحياة لمن ننادي من منظمات اقليمية ودولية بحجة انعدام الامن ..
وحتى لايتكرر المشهد صوب مدينة اخرى من مدن السودان الهامة ارى انه قد آن الاوان لأن يتحد كافة السودانيين في الداخل والخارج بمختلف مسميات كياناتهم واجسامهم في جبهة مدنية وطنية ديمقراطية لاعلاء صوتهم ضد استهداف المدنيين الابرياء وممتلكاتهم وبناء الجمهورية الثانية متمثلة في سودان جديد يحتكم بحكم القانون اساسه العدل والمساواة وتكون فيه المواطنة هي مناط التكليف واساس الحقوق والواجبات
حفظك الله يا ودمدني وجميع مدن السودان
وابتسم انت في ودمدني

ثويبة عبد الله الطريفي قسم الله
امين ولاية الخرطوم
حركة العدل والمساواة السودانية
الجمعة 15/12/2023