الحرية والتغيير التي عركتها النضالات ..
ليست بالبله الذي يجعلها تنجر وراء دعوات الكيزان العنصرية الباطلة ..
والكيزان هم منبع العنصرية ..
وهم الذين اشعلوا كافة الحروب …
والآن يريدون تفتيت الوطن للأبد من أجل أطماعهم وأحلامهم للعودة إلى السلطة ..
الحرية والتغيير تعلم تماما أن العقبة الكؤود أمام أي تحول ديمقراطي حقيقي وتحقيق أهداف الثورة هي هذا الجيش المختطف من قبل الكيزان، و الذي تنتمي جميع قيادته العليا إلى التنظيم الكيزاني و تأتمر بأمره..
هذا الجيش الذي قام بأكثر من 21 انقلابا في تاريخه ، والذي خرب بهذه الانقلابات الحياة السياسية و أفسدها، ناسيا مهامه الاساسية التي من أجلها تم بناؤه بالأساس، ليمارس السياسة في أبشع تجلياتها و أتفه صورها .
الحرية والتغيير تعلم في قرارة نفسها أنه لا بد من جيش جديد
و لا بد من عقيدة جديدة ..بعد أن ذاقت من هذه المؤسسة ما تنوء بحمله الجبال ..
إنقلبوا على ثورة ديسمبر بمجزرة اعتصام القيادة العامة ، و بعد فشلهم عمدوا إلى تحريض جهلاء الشرق على إغلاق الميناء ..ثم صنعوا مسرحية “اعتصام الموز” السخيفة البلهاء، ثم نفذوا انقلابهم الأحمق علانية و أدخلوا حكومة الثورة السجون …
رغم هذه المرارات انتهجت الحرية والتغيير نهج الحوار ، ورأت أن تفكك الانقلاب بالتي هي أقوم لتجنب البلاد ويلات الاضطرابات، و تجرعت مرارة الدخول في حوار مع أطراف الانقلاب
كان الحوار مثل تجرع السم لأن كل قوى الثورة كانت ضد هذا الحوار
لأنها تدرك أن لا ضمان لنجاحه في ظل غياب الثقة الكامل بين الشعب و بين المؤسسة العسكرية التي اجترحت سلسلة متطاولة من الجرائم في حق الثورة والثوار .. حتى بلغ الأمر ببعض قوى الثورة حد تخوين الحرية والتغيير بسبب الإطاري ..
واتهموا قوى الحرية بالبحث عن السلطة على أشلاء الشهداء وبرك الدماء التي سالت بفعل العسكر ..
نتيجة الحوار ما بين العسكر والدعم السريع كانت نتيجته الإطاري
ارتضي الدعم السريع بالأمر ..
و بصم على الاتفاق بالعشرة
لكن العسكر مارسوا كل أنواع المماطلة والغش واللف والدوران لإجهاض الاتفاق ..
ثم أشعلوها حربا مع الدعم السريع
ثم أردفوها بتخوين الحرية والتغيير و التشكيك في وطنيتها لأنها اتخذت موقف الحياد تجاه قوتين عسكريتين كانتا قبل اشتعال الحرب بينهما شريكتين في الانقلاب على الحرية و التغيير!!!!
يا للعجب حين يوزع الخائن شهادات الوطنية و الخيانة على الآخرين!!….
إن حياد الحرية والتغيير اقتضاه فقط احترام المؤسسة التي تحمل – برغم كل سوءاتها – إسم الشعب السوداني. مع كون حقيقة الأمر أن من بداخلها لا علاقة له بالشعب ولا بالوطن ولا بالعهود ولا بالمواثيق ..
موقف الحرية والتغيير بالحياد … رغم تحامله على الدعم السريع .. إلا إنه لم ينجها من التهم بالعمالة والخيانة الوطنية …و بلغت الوقاحة وعدم الحياء اتهامها بإشعال الحرب !!!..
إن الذي يجري الآن في وطننا من قبل المؤسسة العسكرية بالتضامن والائتلاف مع الحركة الاسلامية
لا يعدو أن يكون زندقة و إجراما مكشوفا و وقحا، وتزييفا للوقائع بجعل المجرم شريفا و الشريف مجرما!!! …
إجراما يجب علينا التصدي له بكل ما نملك.
و يبدأ هذا التصدي بنزع القدسية الزائفة عن هذه المؤسسة العسكرية وتعريتها ..
و دحض أكذوبة أن لا وطن بدونها ..
لأن الحقيقة المطلقة أنه لا وطن في وجود مثل هذه المؤسسة الفاسدة العاجزة المضرة .