علي أحمد يكتب.. نهبوا المشفى.. نهبوا الناس والنحاس!
نهبوا المشفى.. نهبوا الناس والنحاس!
🖊️علي أحمد يكتب.. نهبوا المشفى.. نهبوا الناس والنحاس!
كل الإخوان المسلمين في هذا العالم قساة وفاسدون وتجار دين، يغلب على طباعهم الكذب والخِسّة والغدر وسفك الدماء، وحب المال والشهوات، الطبيعية منها والشاذة!
هذه السمات عامة فيهم بلا استثناء، إلا أن أول ما يخطر في ذهن أي سوداني عند ذكر إخوان السودان (الكيزان) هو السرقة واللصوصية، ثم تأتي بقية الصفات التي أشرت إليها آنفًا.
لصوصية وفساد الكيزان لا تحتاج دليلاً، إلا إذا احتاج النهار إلى ذلك؛ فقد وثقه في عهدهم المشؤوم مراجعهم العام، ووثقته الصحف وأحاديث المدينة وطبقة الأثرياء الجدد من موظفي الدولة… كل شيء، كل شيء.
لكن سرقاتهم إبان الحرب لها وقع كرات النار؛ فلم يتركوا شيئًا في ظاهر الأرض إلا نهبوه، بما في ذلك سلاح الجيش الذي آل لمليشياتهم مثل البراء بن مالك وغيرها، وهو نفس السلاح الذي يستخدمونه لحماية أنفسهم، وهم يحفرون عميقًا تحت الأرض بحثًا عن نحاس الكابلات، ويمتلكون (فابريكات) للفّه، وحماية من السلطة لتصديره. ثم يأتي أحدهم ويقول لك: إن قوات الدعم السريع قد نهبت وسرقت!
هذا النحاس يا سيدي – بدأت سرقته مع انسحاب الدعم السريع ودخول الجيش مدينة الخرطوم، ومن يملكون خرائط شبكة المياه والكهرباء والهاتف هم الكيزان؛ حيث تمكنهم هذه الخرائط من معرفة أماكن النحاس فيحفرون ويسرقون ويصدرون. وليس من دليل شاخص وماثل على ذلك أكثر من دعوة “نائبهم العام” التي نشرها موقع الحدث أمس، إذ دعا الفاتح طيفور “سلطات ولاية الخرطوم إلى التعامل مع المسروقات المضبوطة وفقًا لقانون الإجراءات الجنائية، مع ضرورة إعلان أصحابها وتحديد فترة زمنية لاستلامها”. فماذا تعني هذه الدعوة؟
تعني أن ثمّة تصرّفًا في ممتلكات المواطنين التي سماها “مسروقات”، لكن كيف يترك السارق ما سرق ويهرب؟ وإن فعل ذلك – فإنها لا تصبح مسروقات، بل “محروزات”، وتصبح أمانة في عنق السلطة القائمة، وهذه السلطة القائمة التي دعاها نائبهم العام للتعامل مع ممتلكات المواطنين وفقًا للقانون، لم يدعها عبثًا، وإنما لأنه نما إلى علمه، وتحقق من أنها تسرق هذه الممتلكات وتتصرف فيها خارج القانون. وهو أيضًا لص وفاسد كبير – لا يفعل ذلك تحقيقًا للعدالة، وإنما لمصلحة طرف من أطراف الفساد.
هذا النائب العام الفاسد نفسه دعا في منشوره سلطات ولاية الخرطوم إلى الامتناع عن تصدير النحاس والحديد الخردة، إلا عبر موافقة النيابة المختصة – وهنا يدخل نفسه في الصفقة –، وهذا معناه أن سلطات الولاية ضالعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تصدير هاتين المادتين. فإذا علمنا أن سلطات الولاية يتحكم فيها ويديرها الكيزان وجيشهم ومليشياتهم، فإننا سنفهم من السارق الحقيقي!
أكثر من ذلك، نشرت قناة السودانية 24 شكوى – ننشرها أعلاه – وجّهها محامٍ وموثق اسمه (قصي محمد جبارة) إلى وزارة الصحة بولاية الجزيرة، نيابة عن موكله الناشط في العمل الطوعي المدعو (بسيوني أبوبكر)، ضد جهة ما لم يسمّها – من ثمارها تعرفونها – اتهمها بسرقة مولّد كهربائي تم توفيره من منظمة أطباء بلا حدود عن طريق فريق العمل الطوعي للمستشفى – أعوذ بالله -، وتم تأجيره لمصنع للثلج (قطاع خاص) – ويمكنكم تخيل مالكه – فيما غرق المستشفى في الظلام.
الشكوى أكدت أن هذا المولد كان موجودًا ويعمل في ظل وجود قوات الدعم السريع في المدينة، وأنه بعد خروجها ودخول الجيش، تم نهبه واستئجاره لمصنع الثلج المذكور، وهذا يعني – بل مؤكد- أن الجيش أو المليشيات الكيزانية هي التي نهبت المولد واستأجرته لمصنع الثلج.
هذا الخبران مجرّد نموذجين صغيرين فقط، لعمليات السرقة والفساد، العلامتين المميزتين للكيزان، دون التطرق إلى سرقة الإغاثة التي تتم تحت رعاية وإشراف اللص الذي ينتحل صفة وزير مالية، جبريل إبراهيم. فيما تجري حتى لحظة كتابة هذا المقال عمليات سرقة النحاس، حيث تقوم فرق من الكيزان، محمية بالمليشيات المسلحة، بالحفر في أحياء الرياض والطائف وغيرها، وسرقة هذه المادة قبل تجهيزها للتصدير في مصانع تخصهم. وبطبيعة الحال فإنهم يستهدفون أحياء بعينها، يعلمون علم اليقين أنها تعج بكابلات النحاس، ولديهم خرائط بذلك.
وكما أسلفنا، فان قوات الدعم السريع، بريئة من هذا الأمر براءة الذئب من دم ابن يعقوب؛ فهي، إضافة إلى أنها لا تمتلك تلك الخرائط، أيضًا ليس لدى أفرادها معرفة ودراية بالنحاس المدفون وأهميته، وليست لديهم مصانع لإعادة تشكيله ولفّه توطئة لتصديره.
فهذه الأمور تحتاج إلى معرفة عميقة، لا يمتلكها إلا الكيزان وجيشهم، ليس لأنهم أذكياء، بل لأنهم أداروا الدولة لثلاثين عامًا ويعلمون خفاياها وخباياها.
لهذا السبب، لا غيره، أشعلوا الحرب، ولذلك يقودونها الآن، ليس فقط إلى حرب تبدو للعالم أهلية وعرقية، وإنما إلى تمزيق البلاد وتقسيمها وانفصالها، كما فصلوا الجنوب من قبل بالحرب، حتى يخلو لهم ما تبقى من السودان ، الذي يسمونه في أدبياتهم السياسية بـ السودان المفيد، فيمارسون فسادهم وسرقاتهم حتى آخر إنسان على وجه أرضه، وآخر معدن في باطنه!