“روابط ومنظمات جبال النوبة” تحذر: حكومة بورتسودان تعيد مشروع فتيل الجهاد والتكفير (تلعب بالنار)”
استراتيجية ضرب شعوب الهامش ببعضها!!
إعتبر تجمع روابط و منظمات وفعاليات جبال النوبة استقبال حكومة بورتسودان (لكتائب البراء) في ولاية جنوب كردفان (جبال النوبة) بأنه ليس حدثا معزولاً أو عفويا بل هو جزء من استراتيجية أعمق لإعادة إحياء نموذج الحروب الدينية والتعبئة الجهادية التي استخدمتها الانظمة المركزية منذ عقود لضرب شعوب الهامش ببعضها البعض وتثبيت سيطرة النخب المركزية الجشعة تحت غطاء الدين والوطنية الزائفة
كيف استخدمت الدولة الدين كسلاح!!
وأوضح التجمع أنه في العام 1983 أعلن الرئيس الأسبق جعفر نميري فرض الشريعة الإسلامية عبر قوانين سبتمبر التي كانت الشرارة الأولى في إشعال الحرب الدينية ضد جنوب السودان مقدما الحرب كـ (جهاد ضد الكفار) مما قاد إلى ماسي لا تحصى وعمق الانقسام الوطني مضيفا أنه في 1992 في أوج تحالف الإسلاميين مع نظام البشير أعلن الشيخ حسن الترابي رسمياً الجهاد ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان وصدرت فتاوى تكفيرية تحل دماء عناصرها بل وتبارك استرقاق الأسرى من النوبة والجنوب
مليشيات قبلية!!
انشأت الدولة مليشيات قبلية في جبال النوبة نفسها تحت مسميات مختلفة قادوا حملات عسكرية في الفترة مابين 1995-1992 ضد القرى وقصفوا المدنيين وقاموا بحملات (التبشير) الديني في محاولة قسرية لطمس الهويات الثقافية والدينية لشعوب الإقليم
واضاف التجمع أن ميدان الفتح بأم درمان شهد في العام 1995 تنظيم ما اسمته السلطة ما (أعراس الشهيد) حيث كان الجنود يزفون للحرب ضد الجنوب والنوبة في احتفالات جماعية تعنى بمفردات دينية تحض على القتل والتطهير العرقي
فرض الهوية العربية الإسلامية!!
مارست الدولة حملات (فرض الهوية العربية الإسلامية قسراً على مجتمعات جبال النوبة خاصة في الفترة مابين 2000-1995عبر المدارس والمعسكرات وفرضت عليهم استتابة دينية قسرية للاندماج في مشروعها العنصري
كارثة كتائب البراء في جبال النوبة!!
وقال التجمع في مشهد (مستنسخ) من التسعينيات استقبلت حكومة بورتسودان عن طريق محلية التضامن بولاية جنوب كردفان قيادات لواء (البراء بن مالك) تحت شعارات (معركة الكرامة والتطهير الخونة) هذا التحشيد العسكري الديني ينذر بتحويل الإقليم مرة أخرى إلى ساحة قتال بالوكالة عن نخب المركز عبر تجييش المجتمعات المحلية ودفعها للاقتتال فيما بينها نيابة عن طبقة لا ترى في أبناء الهامش سوى وقودا لحروبها وأوضح التجمع أن تكوين كتائب دينية وسط مجتمعات معروفة بتعددها الثقافي والديني – كما هو الحال في جبال النوبة – لا يهدد فقط السلم الأهلي بل يفتح الباب أمام كوارث إبادة جديدة على أسس دينية وجهوية
حكومة بورتسودان تلعب بالنار!!
وقال التجمع إن حكومة بورتسودان بتسهيلها دخول هذه الكتائب الدينية إلى الإقليم تمارس
تأجيج الكراهية الطائفية واستدعاء ذاكرة الحروب الجهادية ومحاولة تفجير النسيج الاجتماعي في جبال النوبة وزرع بذور نزاعات طويلة الأمد بين المجتمعات المتجاورة وزاد التجمع إن مثل هذا السلوك لا يخدم الدولة ولا المجتمع بل يعجل بانهيار ما تبقى من مؤسساتها ويفتح الأبواب أمام سيناريوهات تشبه رواندا أو البوسنة
جبال النوبة هو التعايش لا الفتنة!!
واكد بيان التجمع يجب أن يعرف الجميع أن مجتمعات جبال النوبة – بمسلميها ومسيحييها وأصحاب الديانات التقليدية – عاشت مئات السنين في وئام وتعاون ولم تعرف الصراع الديني أو العرقي إلا بعد تدخل الدولة بسياسات فرق تسد وأكد إن القبائل العربية مثل الحوازمة والمسيرية وجيرانهم من النوبة عاشوا فترات طويلة في علاقات تعاون ومصاهرة ولم تكن الحروب سمة حياتهم بل فرضت عليهم بفعل سياسات الخرطوم الطامعة
نحذر من التلاعب بمجتمعات جبال النوبة!!
وأرسل التجمع رسالة تخذير عاجلة إلى حكومة بورتسودان أن التلاعب بجبال النوبة وتجييش المجتمعات تحت رايات دينية سيكون ثمنه باهظا وحمل التجمع حكومة بورتسودان المسؤولية السياسية والجنائية والأخلاقية الكاملة عن أي دماء قد تسفك نتيجة لهذه السياسات الطائشة وأكد أن محاولات زرع الفتنة لن تفلح في شق وحدة المجتمعات الواعية في جبال النوبة.
لاتسمحوا باستخدام أبنائكم أدوات لمصالح قلة فاسدة!!
ودعا التجمع مجتمعات جبال النوبة كافة بعدك الانسياق والسماح بتحويل أبنائهم إلى أدوات في صراعات لا تخدم إلا مصالح قلة فاسدة بل
احموا نسيجكم الاجتماعي ودافعوا عن مشروع السلام الحقيقي الذي يتجسد في السودان الجديد سودان المواطنة والتعدد والعدالة لأن الدماء التي تسفك من أجل أوهام النخب لا تبني وطنا بل تهدمه وختم التجمع بيانه مرددا (عاش وحدة شعوب جبال النوبة–
لا للجهاد السياسي لا للفتنة نعم للسلام العادل –
عاش مشروع السودان الجديد لتحرير كل السودانيين)