لا يُخفى على متابعي الواقع السوداني إختفاء سُبل المقارنة بين الخِطابات المتقدمة التي تصدر من الفريق أول محمد حمدان دقلو《حميدتي》قائد قوات الدعم السريع للشعب السوداني وجنوده الأشاوس الذين يواجهون آلة الموت الكيزاني الشريرة،وهرطقات البرهان الغوغائية،وبُكائياته الكذوبة التي ظل يوزعها في كافة لقاءاته الخارجية والداخلية ،وقسمات وجهه تُبين كِذبه وعدم مصداقيته .
ظل الفريق أول محمد حمدان دقلو ثابت في أنواع خطاباته المُتوافقة مع واقع االحال منذ وقوفه أمام جنوده في منطقة طيبة الحسناب قُبيل ثورة ديسمبر المجيدة،بل منذ ظهوره في قناة السودانية ٢٤ في ٢٠١٧ تقريبا،بينما إتسمت خطابات البُرهان بالتناقض والكذب الواضح وعدم الثبات على مبدأ، مقولة :(الرجلُ كلمة ولسان!) فلا كلمة صادقة للبرهان ولا إلتزام له بما نطق به لسانه أمام الملأ والشواهد كثيرة على احادثيه المتناقضة.
ظلت خطابات الفريق أول محمد حمدان دقلو بمثابة جهاز إنزار مُبكر لكل من ينظر للأشياء بعمق،فقد قال أمام جنوده”نحن لا نسمح بالتمادي في التلاعب بمصير الغلابة من الشعب السوداني”، وقد صدق فيما قال وكان له القدح المُعلى في ترجيح كفة الإطاحة بالبشير ،إلا أن لجنة الكيزان الأمنية وعصابتهم داخل مؤسسة الجيش-(البرهان،كباشي،ياسر العطا،إبراهيم جابر،الحوري،أبو هاجة)-وأعوانهم ظلوا ينسجوا خيوط المؤامرة بعناية فائقة مُستلغين كتائب ظلهم التي تتشابه في تركيبتها ولهجتها مع بعض عناصر قوات الدعم السريع ،والتي هي الأخرى لم تخلوا من بعض العناصر الأمنية المزروعة بداخلها لتنفيذ أفعال شنيعة يستطيعوا من خلالها خلق جفوة بين الثوار وحُماة الثورة،وقد كان فض إعتصام القيادة أول أسفين دُق بهدف التفريق بين الطرفين -(الدعم السريع والثوار)- الذين في نظر البرهان وعصابته هم الأعداء و يجب القضاء عليهم.
خطابات القائد دقلو كانت صادقة وخارجة من القلب لتلامس قلوب كل الشعب السوداني،بينما البُرهان ظل يكذب ويتحرى الكِذب حتى كُتب في لقاءته -فيديو وصوت- أن هذا الرجل كاذب ومتناقض لا عهد له.
برهان الذي خاطب الغلابة الذين تم جمعهم في الدبة قبل أيام،كان حديثه متناقض غير منسجم ،تكذبه الوقائع في الميدان،بينما الفريق أول محمد حمدان دقلو -أول أمس- قدم خطاباً ذو دلالة سياسية لقيادة تهتم بشأن الأمة السودانية،وبُعد عسكري لجنرال يخاطب جنوده في الميدان ويرسل لهم شفرات سرية هم قادرون على فهمها وتنفيذ المطلوب منها.
خطابات البرهان لا تتوافق مع واقع الحال في بورتسودان التي هرب إليها البلابسة وعصابتهم التي سرقت اسم الجيش ،وأفقدت السودان ميزة الحكومة التي تدير الدولة وأدخلته في فراغ دستوري، وأزكمت رائحة الفساد أُنوف كل من حاول الإقتراب لمعرفة الشأن السوداني.
الفساد الذي ظهر للعيان من خلال تلاعب البرهان وعصابته في تعاملهم في شأن الإغاثة ،وما تم تداوله بأن حكومة بورتسودان رفضت لعناصر من الأمم المتحدة تريد إيصال الإغاثة لمواطني جنوب كردفان ،في حين أن قيادة الدعم السريع وافقت على السماح بعبور الإغاثة لولاية جنوب كردفان.
هناك لغط كثيف تمت إثارته بهذا الخصوص، و ما إستقالة نائب والي جنوب كردفان من منصبه إلا لهذه الأسباب التي تتعلق بأمر إنسان جنوب كردفان والمجاعة التي تهدده،حيث أشارت بعض المصادر بأن البرهان إستخدم الإغاثة للتغطية بها على صرف مرتبات جنوده العساكر الذين يقاتلوا في ظروف هي الأسوأ في تاربخ المؤسسة العسكرية التي تهالكت وفقدت معظم الفِرق والحاميات وما زالت الأخرى مُحاصرة.
خطاب الجنرال حميدتي جاء شاملاً ومبسطاً ومباشر مخاطباً قضايا وهموم الشعب،وتوجيهاته واضحة لجنوده في تلبية احتياجات المواطنين وتنفيذ الخُطط الميدانية بإحترافية عالية ،مؤكداً تمسك قيادة الدعم السريع بمبدأ السلام رغم إنتصار قواتها في الميدان،بينما البرهان ما زال يسوق خطابات النصر الكذوبة، وهو يعلم بأنه لا يملك قوة قتالية تستطع أن تتحمل الثبات في ميدان المعارك،وأن سلاح الطيران لا يستطع حسم أي معركة ،وهناك تجارب لدول متقدمة لم تنجح في تحقيق نصر عبر استخدام الطيران.
مؤشر قراءة الأحداث يؤكد سيطرة أمراء الحرب على المشهد،وتحكمهم في رِقاب عصابتهم داخل الجيش-(البرهان وكباشي والعطا)-وإدارتهم للحرب بهدف الوصول الى كراسي السُلطة أو تدمير البلاد ولا يهتموا بشأن الإنسان السوداني الذي يعيش في حافة هاوية الجوع ،فمن لم يمت بقصف الطيران والمدافع سيقتله الجوع الذي أصبح شبحه يطل على الجميع.
القوى السياسية السودانية لا ولم ولن تكون على قلب واحد لوقف العبث فهناك من يظن بأن هذا الواقع هو الأنسب له لبناء مجده السياسي،والمتاجرة في معاناة الشعوب من أجل الوصول للسلطة،لذلك نجد بعض النُخب والأحزاب والكتل الداعمة لعصابة الكيزان في هذه الحرب اللعينة ومحاولة العزف على وتر الجهوية والمناطقية،ومنهم من يدعي القومية للتزلف والرياء،لذلك لا أمل قريب بإيقاف الحرب مالم يتحرك المجتمع الدولي بصورة أكثر فاعلية ،أو أن تتواصل انتصارات قوات الدعم السريع و”طقع الكيزان طقع نضيف “دون هوادة.
ولنا عودة بإذن الله.