البرهان.. جنون العظمة وحروب الدون كيشوتية..!!*

*د. سعيد الكردفاني* ✍🏼

إحتار المتابعون والمحللون العسكريون
والسياسيون للشأن السوداني امام الاصرار الغريب لمواصلة الحرب وهم يتابعون خطاب قائد الجيش الفريق اول البرهان في الفرقة الثانية بالقضارف، وتأتي حيرتهم من معرفتهم بواقع موازين المعركة العملياتية علي ارض الميدان.

بحيث يعلم القاصي والداني بل وكبريات الصحف والمراكز البحثية العالمية اكتساح قوات الدعم السريع في ارض المعركة وانتصاراتها المتتابعة وانها اصبحت تسيطر علي نصف البلاد وتهدد النصف الآخر مع تراجع مستمر للحيش المنسحب دوما ”تكتيكيا” كما يزعم في كل مرة.

لهذا استغرب المتابعون ان يصرح البرهان بالتصعيد وهو في واقع الامر مهزوم في كل الجبهات خاصة بالمقارنة مع الطرف الآخر الذي لم يدخر اي فرصة او منبر في التصريح بضرورة السلام وايقاف الحرب رغم تقدمه في الميدان. وهو مايعكس واقعية والتزام قوات الدعم السريع ومسؤوليتها امام عبثية البرهان وحروبه الدونكيشوتية وقتاله طواحين الهواء.
بحيث لايرون اي سببا جديا يجعله بهذا الاصرار علي مواصلة الحرب سوى عدم امتلاكه القرار وانه لم يعد سوى واجهة للكيزان الذين يعملون لاطالة امد الحرب ويعرقلون السلام املا في مزيد من الوقت في انتظار اي متغير يمكنهم امتطائه للافلات من المحاسبة والعقاب.

ولم يعد البرهان وبقية هيئة القيادة سوى بيادق تحركها الايادى الخفية لقيادة الحركة الاجرامية المتأسلمة، واتضح ذلك جليا بعد تصريحات نائبه العطا الذي لم ينطق الا باجندة الكيزان وكشف عن الوجه الحقيقي لهيئة قيادة الحرب من خلال تبنيها خطاب الفلول والكيزان في الاصرار علي مواصلة الحرب.

وقد أشار بعض المراقبين الي ان تصريحات البرهان تعتبر انتكاسة كبيرة بعد التوصل عبر التفاوض في منبر جدة لابداء حسن النوايا وبناء الثقة.
كما اعتبروها مصادمة للواقع والوقوف في وجه المجتمع الدولي الذي يساند العملية السلمية بجدة بداية بالامم المتحدة والاتحاد الافريقي والايغاد والرباعية ودول الترويكا التي اعلنت جميعها مساندتها للحل السلمي وانهاء الحرب عبر التفاوض بمنبر جدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.