“جيش غوغو “

فاصل ونواصل سامي الطيب

مهما تعالت أصوات الإرهاب وعلت نبرة التهديد والوعيد والتخوين .. إلا إن الحقيقة المطلقة والتي اتضحت جليا هي أن هذا الجيش ليس له أي إرث تاريخي مشرف ، و ليس له وجيع، وحتى تراتيبيته العسكرية ليس لها أي معنى و مهما كانت رتبتك فيه أو أهميتك فأنت من الاموات ..
واتضح جليا أن من ساعدته الصدفة العمياء ليصبح القائد العام سيظل أقدس عند قبيلة العسكر من صنم تعبده أمة من الجهلة!!..

لأن هذا “القائد العام” مهما كانت أخطاؤه ومهما كانت موبقاته فهي ليست فقط مغفورة، بل هي ليست منظورة على الإطلاق ..والمتأمل حال ما يسمونه بالمؤسسة العسكرية، بعيدا عن الموقف من الحرب، يدرك بجلاء أنها الآن تتعرض للتفتيت وانتزاع الهيبة و توضع – قصداً و مع سبق الإصرار – في طريق الهزائم المخجلة!!.. وهي الآن انطمست تماما وذابت في مستنقع جماعات الحركة المتأسلمة الجهادية بمختلف مسمياتها .
ثم انظر إلى كم الإذلال والمهانة التي يتعرض لها عساكر وضباط الجيش من اعتقال و أسر واستجواب.. كل الرتب لم ينج أحد من حامليها من مثل هذا الهوان …
و بمعزل عن الإعلام التضليلي والأكاذيب التي يحجبون بها سماء الحرب لقلب الحقائق،
هنالك سؤال ملح ومحوري: ..كم عدد ضباط الجيش، بمختلف الرتب، الذين هم الآن خارج المؤسسة العسكرية ؟؟!.
كم مشير و كم فريق
و كم لواء أحيلوا إلى التقاعد في أوقات سابقة؟؟ .. أين هؤلاء من الذي يجري الآن ؟؟.
وهل هم راضون عما يجري للجيش وللوطن؟؟ ..
وهل هذا البرهان هو القائد المثالي للجيش ؟؟.
وهل يحق للقائد العام تدمير الوطن وتمزيق الجيش؟.

و أنتم بمختلف الرتب تتفرجون
والوطن الآن يمضي إلى محطة اللا عودة ..

طوال حياتي لم أر حرباً يتم إشعالها بمثل هذا الغباء ثم يكون هنالك إصرار على استمرارها بهذا الخطل إلا حرب برهان هذه

هل تعلم يا هداك الله أن قوة الدعم السريع المنظورة الآن تساوي قوة جمييع الحركات التي تمردت عبر التاريخ في السودان ومعها هذا الجيش؟؟ ..فكيف لبرهان ومن أين له القوة التي يستطيع بها أن يحسم الدعم السريع في مدني والخرطوم و كردفان وهو خلال أحد عشر شهراً استطاع فقط تحرير “خلوة شيخ الأمين”!!!..

في المقابل تم انتزاع خمسة وسبعين موقعا منه بما فيها العاصمة والجزيرة ومعها ألف قرية، ودارفور كاملة ..
إن من يحاول استقراء ما يدور في عقل برهان سيصل بسرعة إلى أنه يريد فصل دارفور فورا والآن هو يعمل على إخراج الدعم السريع من الخرطوم ومناطق الوسط ولو بعد ألف عام .. وحتى لو كان بالتفاوض، ثم يستغني عن دارفور ولربما حتى كردفان!! و أظن أن الجميع قد سمعوه حين قال بالنص: (علي المتمردين الخروج من الخرطوم والجزيرة و بعدين لو عندهم كلام نسمعوا منهم .)!!!.
و إذا استطاع برهان إخراج الدعم السريع من الجزيرة والخرطوم ولو بالقوة العسكرية
“وهذا لا يمكن أن يحصل بعد مائة عام” .. و بموجبه ذهب الدعم السريع وتمترس في كردفان ودارفور ، هل يعتقد برهان أن الجنود المغفلين الآن
الذين يقاتلون معه، و جلهم من كردفان ودارفور، سيرتضون تفويجهم إلى دارفور لقتل أهلهم وحرق قراهم مرة ثانية؟؟ ..

إذا انحصر الآن التمرد في دارفور فقط من سيقاتل مع برهان؟ هل هم شيبة ضرار وترك ؟!.
من هم ؟؟
هذا البرهان يريد أن يحقق أحد أمرين:
إما إنه يريد فصل دارفور ولو بعد ألف عام ؛
أو يريد تفتيت السودان بإمعان من قوة خارجية!! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.