د.حسن ادريس: ذكري ثورة ديسمبر المجيدة وكأس العالم المنتظر

دكتور حسن إدريس يكتب… ذكري ثورة ديسمبر المجيدة وكأس العالم المنتظر؟!!!…

 

التحية لهذا اليوم والوطن!! والمجد والخلود للشهداء وكل الأرواح والدماء البريئة التي صعدت إلى السماء وأسرهم الصبورة.

تمر علينا ذكري ثورة عظيمة مختلفة عن ثورات العالم العربي والافريقي وغيرها ونحن نلتمس الرحمة لموتانا الذين سمت أرواحهم لأجل حياة كريمة للسودان بمختلف عقائدتهم النضالية ضد منظومات الظلم والجور في حق الشعب السوداني وحياته الكريمة فرداً وجماعة من أجل عيش هنئ وازدهار وعمران ورقي وتطور، كيف ولا وحالنا يعبر عن انتكاسة حلم و انتكاسة عقل ، وواسفاه السودان ملئ بالعقول النيرة في كافة المجالات التعليمية والصحية والترفيهيه ودرء الكوارث وغيرها خير دليل ونحن فخورون بهم بالداخل والخارج وهم يتربعون أسمى كراسي العلم والمعرفة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة والتكنولوجيا وغيرها، اقولها بصراحة أننا في أسف بأن تراب بلدي لم يستفد بعد من خبراتهم وتجاربهم بدول عاشوا بها اسهموا في نهضتها في كافة مناحي الحياة …..

نقولها ونحن لم نصل بعد مايقارب الثلاثة أعوام وازيد عقب انتفاضة الشعب ضد نظام الثلاثين عاماً التي اجحفت المواطن حقوقه المدنية الأساسية من مسكن مريح وصحة وتعليم ورفاهية وعمران.

نقولها والصمت أبدى في ضمير كثير من أفراد الشعب السوداني منذ عقود باننا مازلنا منظرين باسهاب في القانون والسياسة دون عمل وتطبيق في أرض الواقع تارة نتناقش عن دستور موضوع وتارة أخرى سادرين في حوارات ووفاق رغم تلاقي الشعب باجمله في هوية( انا السودان وجدودنا زمان وصونا علي الوطن، علي التراب الغالي ماليه ثمن.)…

نقولها ونحن نقرأ ونشاهد ونسمع عن كثب عن اتفاقيات وتارة مبادرات وغيرها للم الشمل والحوار وهذا مالايحتاج للكثير من الوقت في ايدلوجيات الحكم والثوابت والتلاقي لا التباعد الفطري وذلك لأننا خلقنا سواء باختلاف ألسنتنا والواننا ومناهجنا الفكرية وحتى عقائدنا…

نقولها ونحن ننادي بكل وجدان سليم وعدالة ونزاهة وتجرد عن الذات واجب علي علينا أن نلتقي في ظلال الوطن والوحدة ثقافياً وفكريا واجتماعيا وسياسياً ووو.. رغم ضنك العيش الذي خلفته لنا أنظمة الحكم السابقة وفقدان البوصلة الحقيقة التي تجمع السودانيين وتبصرهم وتنزل بهم إلى أرض الواقع ، وتكرس فيهم المعرفة والتنوير بأن التعليم والصحة والعيش والسكن والرفاه حق للجميع كمافعلته دولة موريشيوس ورواندا وغيرها من دول النهضة النموذجية…

نقولها ونحن ننادي القادة والعامة بأن السلطة هبة الخالق لأجل المخلوق وليست هبة المخلوق لأجل الخلق ….

نقولها ونحن في ذكرى سنوات أليمة ومريرة سرقت فيها فرحة شباب وباتت احلام الشعب السوداني مكتومة في الصدور لم تتحقق ، واستحقاقاته ولم تنجز….

نقولها للعالم والدول الصديقة بأن السودان بلد يستاهل الخير والحرية والعدالة والسلام إن صفت مصالحكم تجاهها وهو شعب طيب يتقبل الجميع ويتعايش معهم كماعلمتموهم إذن فالنلتقي ونتبادل المصلحة بحب لاجفاء …

نقولها ونقولها مراراً وتكراراً بأن الذين يطمعون في كراسي السلطة لمصالحهم الذاتية وشهرتها لايمثلون كل مواطن سوداني غنيا كان أم فقيرا إذن فالنحسن النوايا تجاه هذا الشعب ….

ذكري ثورة ديسمبر المجيدة تمر والشوارع تكتسي بثوبين إما أن نكون أو لانكون… ونحن مازلنا في انتظار الخلص من أبناء الشعب الذين يهتمون بقضايا السودان محلياً

نتمنى أن تعود احتفالات البلاد بذكرى الإعجاز والإنجاز في الاقتصاد والتكنولوجيا والبنية التحتية والرقي والرفاه وغيرها لادونها…

تعجز الانامل بترويج أثقال وحلم الشعب السوداني الطيب الصبور ونقف عاجزين وأملين وعاملين علي النظر إلى قدوم من يحمل هم وحلم السودان وامانيه وطموحه بكأس العالم المتقدم الذي ينادي بالنهضة والرقي والتطور والرفاه والسلام:

يقولون بأن حلمنا مستحيل ونحن نقول إن الله على كل شيء قدير….

دمت ياوطن لنا فخر ودام الشعب السوداني شيبه وشبابه وحلمه المكتوم في الصدور ولا مستحيل تحت الشمس وإن غداً لناظره قريب…

 

الخرطوم، السودان

ديسمبر 2022م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.