سارة الحوسني تكتب.. السودان والأكذوبة الكبرى : كيف حوّل الفاسدون الإمارات من شريك تنموي إلى عدو وهمي؟.
السودان والأكذوبة الكبرى :
كيف حوّل الفاسدون الإمارات من شريك تنموي إلى عدو وهمي؟.
نُشرت أبريل 14, 2025
– برفيلكس –
بقلم: سارة الحوسني
في مشهد يكرر نفسه عبر التاريخ، تتحول الدول الفاشلة دائمًا إلى لعبة إلقاء اللوم. اليوم، تقف النخبة الحاكمة في السودان أمام شعبه المدمر لتقول :
“الإمارات دمرتنا!” ، بينما تختفي وراء هذه الجملة حقائق مروعة عن فساد منهجي استمر لعقود. هذا المقال ليس دفاعًا عن طرف ضد آخر، بل هو تشريح لآلية الهروب من المسؤولية عبر صنع عداوات وهمية.
سجل الإمارات التنموي في السودان بالأرقام :
* استثمارات بقيمة 6 مليارات دولار في الزراعة بين 2017-2019 (حسب تقارير وزارة الاستثمار السودانية)
* توظيف أكثر من 100 ألف سوداني في سوق العمل الإماراتي (هيئة الإحصاء الإماراتية 2023).
* 40% من المساعدات الإنسانية للسودان عام 2023 مصدرها الإمارات (تقرير أوتشا التابع للأمم المتحدة).
* تطوير 3 موانئ استراتيجية (بورتسودان، سواكن، بشائر) بشراكات إماراتية.
تشريح أزمة السودان الحقيقية.
إرث الإخوان والكيزان : بنية الفساد المنهجية
لقد أسس تنظيم الإخوان وحلفاؤهم “الكيزان” منذ انقلاب 1989 نظاماً فاسداً قائماً على المحسوبية والزبائنية. حولوا الدولة إلى غنيمة تُقسّم بين الموالين، بينما انهارت مؤسسات البلاد واحدة تلو الأخرى. نهبوا 186 مليار دولار من عائدات النفط والذهب (وفق البنك الدولي)، بينما تراكمت الديون وانهارت الخدمات الأساسية. الأكثر خطورة أنهم دمروا المؤسسة العسكرية وحولوها إلى ميليشيات متناحرة تخدم أجنداتهم
أزمة الحوكمة :
– 186 مليار دولار عائدات نفطية وذهبية تبخرت بين 2011-2021 دون محاسبة (تقرير البنك الدولي)
– 73% من الثروة مركزة في يد 10% من السكان (مؤشر جيني الرسمي).
- أزمة المؤسسات العسكرية :
– 65% من الميزانية العامة تذهب للإنفاق الأمني (وزارة المالية السودانية).
– انقسام الجيش إلى 7 كيانات مسلحة متناحرة (تحليل معهد كارنيغي).
لماذا تتهم الإمارات اليوم؟.
الإجابة تكمن في محاولة بقايا النظام الفاسد :
1- إخفاء فضيحة سرقة 4 مليارات دولار من الاحتياطي.
2- تحويل الأنظار عن تفكيكهم لمؤسسات الدولة.
3- استغلال العاطفة الدينية لإعادة إنتاج خطابهم الأيديولوجي.
طريق الخلاص :
التجارب الدولية تثبت أن النهضة تبدأ بمحاسبة الذات. ماليزيا ورواندا نهضتا عندما واجهتا فسادها. أما السودان فما زال يعاني من إرث الإخوان والكيزان الذين دمروا البلاد ثم أرادوا تحميل الآخرين نتائج فشلهم. الحل يبدأ بالاعتراف بأن العدو الحقيقي هو الفساد الداخلي، لا الشريك الخارجي.
رسالة إلى الضمير السوداني :
أيها السودانيون، أنتم من تمتلكون أرضًا تفيض خيرات، أنتم من لديكم عقول وكفاءات تذهل العالم، المشكلة ليست في من يمد لكم يد العون، بل في من يسرقون حقوقكم ثم يوجهون أصابع الاتهام، الخيار بين أيديكم :
الاستمرار في لعبة البحث عن شماعات، أومواجهة الحقيقة وبناء سودان جديد.