النخب النيلية وحتمية الفطام عن ثدى الدولة والقادم أسوأ..!

*بقلم: سليمان مسار*

منذ عهد الاستقلال، وعلى مدة تقارب نصف قرن من الزمان،يعانى السودان من أزمة حكم، وقد تفاقمت هذه الأزمة يوما بعد يوم حتى وصلت إلى طريق مسدود، وفشلت كل المبادرات لحل أزمته،وقد بات لزاما على المجتمع الإقليمي والدولى لإخضاع العاصمة (الخرطوم ) إلى صوت العقل حتى لا تستفحل الأزمة وتخرج عن سيطرتها.
إن أزمة الحكم في السودان متجذرة وذلك بإتفاق لكل المهتمين بالشأن السوداني.
وجوهر هذه الأزمة هو احتكار النخب النيلية للسلطة عبر تأريخ الدولة الطويل.
وكما هو معروف لكل متابع لشأن الأزمة السودانية وصف هذه النخب بعدة أوصاف منها على سبيل المثال لا الحصر بأنها غير أخلاقية ولا قانونية، ومايميز هذه النخب هو الإقصاء والتهميش وسياسة التجهيل والاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية لكل من وقف فى وجهها.
ونجد أن هذه النخب قد خاضت حروبا ضروس على تلك المجموعات وسعت لإخضاعها بقوة السلاح،وكان من أهم أدوات الاخضاع التى استخدمتها هذه النخب ما يسمى جزافا بالجيش الوطنى..
وقد إمتدت هذه الحروب وطالت كل أطراف البلاد على مدى مايقارب نصف القرن من الزمان وقد قضت* هذه الحروب على إنسان الهامش، وأهلكت الحرث والنسل،ومازالت تؤجج هذه النخب الفتنة لتتمتد لإلتهام الأخضر واليابس،حتى قامت حرب ١٥ أبريل والتى كانت فى مخلية النخب هى القضاء على قوات الدعم السريع فى غضون سويعات وذلك عبر جيشها المأفون.
وقد كشفت قوات الدعم السريع هوان وضعف هذا الجيش وذلك لإفتقاره لأدنى سياسات الحروب والقتال.
ولم يكن هذا الجيش سوى سدة تستخدمها النخب النيلية من أجل سرقة موارد الدولة وفقط من أجل السلطة .
*إن سوءة هذه النخب لايتوقف على إستنزاف وسرقة موارد الأقاليم الطرفية بل تجاوزت ذلك بالفتنة بين القوميات من قتل وتشريد فيما بينهها،وذلك بتسليح تلك القوميات من مؤسسة الجيش سيئة الذكر وذلك تحت إدارة أخبث وأسوأ فروعها وهى الإستخبارات العسكرية.
والمتتبع لكل صراعات الأقاليم يجد إن سبب قيام تلك الحروب فيما بين هذه القوميات،هى الفتن التى تقوم بها مايسمى بالإستخبارات العسكرية.
والسؤال الذى يدور بخلد كل متابع لماذا لاتقوم مثل هذه الحروب بالإقليم الشمالى؟ أى إقليم النخب النيلية.
والإجابة على ذلك هو أن كل قادة مايسمى بهذا الجيش نجده ينحدرون من ذلك الإقليم،لذا نجدهم يتفنون فى فتنة كل الأقاليم ويصفونها بالجهل والتخلف،أى أن سبب الحروب فيما بين هذه القوميات هو عدم التعليم،ولوجاز لنا أن نسأل من الذى سعى لسياسة التجهيل هذه..؟ أليس تلك النخب بطرق ممنهجة ومدروسة ويعلم بها القاصى والدانى.
ولكن هذه الحرب أى حرب ١٥ أبريل *بين هذا الجيش القاتل والمدمر لشعبه وبين قوات الدعم السريع كشفت زيف وخداع النخب النيلية والتى تمترست خلف هذا الجيش من أقصى يمينها* إلى أقصى يسارها،وذلك ليس حبا فى الجيش وقوميته بل حماية لمصالحها وإمتيازاتها التأريخية.
ولكن للأسف نجد هذه النخب قدإستمالت أو مازالت تستميل جزء من أبناء الهامش وذلك لخوض هذه الحرب والدفاع عنها.
لأن ماعرف عن هذه النخب هو الجبن والعار وليس لها الجرأة والشجاعة لخوض غمرات الحروب،وقد دارت الدائرة على هذه النخب العنصرية والإستعلائية،أن تدفع ثمن كلما فعلته بأبناء تلك الأقاليم وذلك عبر هذا الجيش الذى ليس له أي علاقة بالوطنية ،بل هو من بقايا وتركة المستعمر ومن مخلفاته التى مازال يدفع ثمنها أغلب أبناء الشعب السوداني فقط لفئة قليلة ألا وهى تلك النخب النيلية. ونجدها رغم قلتها قد نكلت بأبناء الأقاليم النائية واذاقتهم مرارة الحروب والتشريد ،وذلك لهيمنتها المطلقة على السلطة وموارد البلاد.
وممايحمد لحرب ١٥ أبريل هو كشف هذه النخب وسياساتها العنجهية وإستنزافها لموارد البلاد وذلك من أجل بقائها فى السلطة ومن خلال مايسمى بالجيش الوطنى،وعليها أن تعى هذه النخب جيدا إن هذه الحرب تختلف عن كل سابقاتها من حروب لأنها وحدت كل المظلومين من أبناء السودان ضدها. ولتعلم هذه النخب جيدا إن هذه الحرب ليس حرب الكل ضد الكل كما تزعم هى وأبواقها الإعلامية،بل هى حرب الكل ضد النخب النيلية.
وقد فطن هذا الشعب المكلوم أخيرا وعرف من أين تؤكل كتف هذه النخب،وذلك بالوعى التراكمى والتى لم تحسب له هذه النخب حسابا،ظنا منها ان سياسة التجهيل والإقصاء قد تدوم حتى تظل متحكمة على السلطة ،بل نست وتناست هذه النخب أن الوعى الثورى وعى تراكمى عبر كل الحقب التأريخية.
لهذا أيها الشعب المظلوم إتحد وتوحد ضد كل من سعى دوما لقتلك وتشريدك وسرقة مواردك.
ولتعلم هذه النخب أن دولة الظلم ساعة.
# *تأسيس الجيش واجب وطنى.*
.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.