البرلمان الأوربي .. هل يفلح في لملمة خلافات الأطراف السودانية ..؟
البرلمان الأوربي .. هل يفلح في لملمة خلافات الأطراف السودانية ..؟؟
تقرير ـ القسم السياسي
ربما اللقاءات الكثيفة التي أجراها وفد البرلمان الأوربي، خلال الأسبوع المنصرم، مع طرفي الخلاف في السودان، وكان آخرها أمس الجمعة، مع أعضاء مجلس السيادة، تحرك الكثير من الراكن السياسي، بعدما انسدت كافة الأبواب أمام التوصل لحل للأزمة السياسية.
وكان الوفد، الذي يترأسه السيد ديفيد مكاليستر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، التقى بقوى الحرية والتغيير بشقيها المجلس المركزي والتوافق الوطني، حيث ناقش الوفد رؤية الحرية والتغيير عن الأزمة السياسية الراهنة وكيفية الخروج منها والعلاقة المدنية والعسكرية واتفاقية السلام.
بدوره قال الأمين العام لقوى التوافق الوطني مبارك أردول في تعميم صحفي، إن لقائهم مع الوفد الأوربي ناقش رؤيتهم عن الأزمة السياسية الراهنة وكيفية الخروج منها والعلاقة المدنية والعسكرية واتفاقية السلام.
وكشف عن تسليمهم الوفد الإعلان السياسي الذي أعدته المجموعة إضافة للتعديلات الدستورية المقترحة، ودور الأطراف الدولية وعن موقفهم من السلم والأمن الدوليين والقرن الأفريقي تحديدًا.
وأوضح بأنهم شددوا على ضرورة تشكيل الحكومة الانتقالية المتوافق حولها بمشاركة الأطراف المتعددة لتعمل من أجل إنهاء الانتقال والتحضير للانتخابات.
وتسلم وفد الاتحاد الأوروبي الإعلان السياسي الذي أعدّته التوافق الوطني، إضافة للتعديلات الدستورية المقترحة ودور الأطراف الدولية وموقف الحرية والتغيير من السلم والأمن الدوليين والقرن الأفريقي تحديدًا.
ومن الجانب الآخر لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بالمجلس المركزي على وفد لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي، ضرورة وقف العنف الذي يُمارس ضد الحركة الجماهيرية من قبل السلطة الانقلابية وحماية المدنيين، ودعم عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى إقامة نظام حكم مدني ديموقراطي حقيقي، والذي يُعد أساس الاستقرار في السودان والإقليم، وذلك من ضمن قضايا أخرى طرحتها قوى الحرية والتغيير.
ويعمل الاتحاد الأوروبي ضمن دول أخرى على حث الأطراف السودانية للتوصل لاتفاق من شأنه أن يعيد البلاد إلى المسار الديمقراطي الذي انقلب عليه الجيش وعيّن في 31 أغسطس الفائت، سفيرًا جديدًا لبعثته في الخرطوم بدأ مباشرة عمله.
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي تأييدهم الكامل والتام ودعمهم لمطلب السودانيين في الديمقراطية والحكم المدني الديمقراطي، وأن هذه هي رسالتهم الأساسية لمن يلتقون بهم في زيارتهم الحالية التي تستغرق يوماً واحداً للخرطوم.
وأمس دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، دعا جميع الأطراف السياسية السودانية إلى سرعة التوصل للاتفاق فيما بينهم للخروج من الأزمة السياسية في البلاد.
وقال في مداخلته عقب اللقاءات التي تمت بأعضاء مجلس السيادة بالقصر الجمهوري: “الوقت هو الجوهر وسيؤدي المزيد من التأخير في الاتفاق على مخرج من الأزمة إلى تفاقم تدهور الاقتصاد والوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد، وسيؤدي المزيد من التأخير إلى تفاقم التحديات الهائلة التي يواجهها شعب السودان. وبالتالي، فإننا نحث جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق بأسرع فرصة” .
وشكر إنابة عن الوفد المرافق له السودان شعباً ودولة على كرم الاستقبال وحسن الضيافة والترحيب الحار وإتاحة الفرصة للقاء الجهات الأساسية، من مختلف القوى السياسية والأحزاب السياسية بما في ذلك المجموعات النسائية والشبابية والمجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، والمسؤولين السودانيين لمناقشة الجهود المستمرة لإعادة انتقال السودان إلى الديمقراطية والعودة للمسار الصحيح.
وأبان أنه وفي لقاءاتهم الرسمية مع الفريق شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة والفريق محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، أكدوا أن الاتحاد الأوربي يقف إلى جانب شعب السودان في تطلعاته نحو الديمقراطية، وأن الاتحاد الأوربي يريد بداية جديدة مع الحكومة المدنية التي يتوق إليها شعب السودان.
كما رحب بقرار الجيش في الانسحاب من السياسة مستدركاً أنه يجب أن يُدار تسليم السلطة إلى المدنيين بشكل مسؤول، دون أي تحركات أحادية الجانب. كما جدد المسئول الأوروبي دعمهم الراسخ للجهود الجارية التي تبذلها الآلية الثلاثية للمساعدة في تجسير الخلافات بين الأحزاب والمبادرات السودانية المختلفة، وضرورة تسهيل عودة الانتقال إلى الديمقراطية قائلاً : ” نحن بحاجة إلى جميع الأطراف السودانية للمشاركة بشكل بناءً في العملية السياسية، موضحاً أنه ومن خلال اجتماعاتهم، أكدوا أن عملية العدالة الانتقالية يجب أن تبدأ بمحاسبة الذين ارتكبوا انتهاكات حقوق الإنسان في الفترة الماضية لتحقيق العدالة.