جيش البرهان يحرق السودان: جرائم ضد المدنيين وخداع دولي
في خضمّ حربٍ تطحن المدنيين وتُعمّق المأساة الإنسانية، يتراجع صوت الحقيقة في السودان أمام دويّ الأسلحة، بينما يواصل الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان تصعيد العنف، وتوسيع دائرة الانتهاكات التي طالت ملايين المدنيين. رغم محاولات التضليل عبر خطابٍ سياسي يصور الجيش كـ”ضحية”، تفضح الوقائع والأدلة الدولية تورطه المباشر في جرائم حرب، من استخدام الأسلحة الكيميائية إلى تجويع السكان كاستراتيجية قتال.
*جرائم ممنهجة.. من القصف العشوائي إلى التطهير بالسلاح الكيميائي
تكشف تقارير أممية وحقوقية عن انتهاكات منهجية ترقى إلى جرائم حرب، تشمل:
*استهداف المناطق السكنية* بالمدفعية والغارات الجوية، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين.
*تجنيد الأطفال* وإجبارهم على المشاركة في العمليات القتالية.
*استخدام العنف الجنسي* كأداة لإخضاع المجتمعات.
*اللجوء إلى أسلحة محظورة دوليًا*، مثل الكيميائية، في معارك داخل الأحياء المدنية، وفق شهادات ناجين وتحاليل مختبرية دولية.
الأمر لا يقف عند حدود القتل المباشر، فـ*التجويع المُتعمّد* أصبح سلاحاً فعّالاً في ترسانة الجيش، حيث يعاني 30 مليون سوداني – حسب الأمم المتحدة – من انعدام الأمن الغذائي، بينما تُعرقل القوات العسكرية وصول المساعدات الإنسانية، في انتهاكٍ صارخ للقانون الدولي.
العقوبات الدولية.. محاسبة أم إدانة رمزية؟
رداً على هذه الانتهاكات، فرضت الولايات المتحدة في يناير 2025 عقوباتٍ على البرهان، تتهمه بـ:
قصف المنشآت المدنية.
استخدام “سلاح المجاعة” لتركيع الخصوم.
إبرام صفقات أسلحة غير مشروعة.
لكن هذه الخطوة – رغم دلالتها السياسية – تبقى غير كافية في ظل استمرار العنف، بينما يحاول الجيش التملص من المحاسبة عبر تقديم شكاوى قضائية دولية، وترويج سردية تُحمّل “الأطراف الخارجية” مسؤولية الأزمة.
تحالفات عسكرية مشبوهة.. إيران وروسيا في قلب الصراع
تكشف تقارير استخباراتية وصحفية – كتقرير “إيران إنترناشيونال” – عن تعاونٍ عسكري سوداني مع دولٍ مثل إيران وروسيا، يشمل:
استيراد طائرات مسيّرة إيرانية وصواريخ دقيقة عبر ميناء بورتسودان.
مفاوضات سرية للحصول على دعم لوجستي وعسكري مقابل منح امتيازات اقتصادية مستقبلية.
هذه التحالفات تُغذي أتون الحرب، وتُحوّل السودان إلى ساحة صراعٍ بالوكالة، بينما تتفاقم معاناة المدنيين.
الإمارات.. جهود إنسانية في مواجهة تعنت الجيش
أظهرت دولة الإمارات التزاماً إنسانياً واضحاً، حيث قدمت أكثر من *3.5 مليار دولار* كمساعدات للسودان خلال العقد الماضي، منها *600 مليون دولار* بعد اندلاع الحرب الحالية. لكن التعنت العسكري في التفاوض – كمقاطعة معظم جولات مفاوضات جدة – يُثير شكوكاً حول نية الجيش في تحقيق سلامٍ عادل.
ختاماً.. حربٌ على الحقيقة قبل الأرض
المشهد السوداني اليوم هو صراعٌ على الرواية قبل السلطة. فبينما يُدير الجيش حملةً ممنهجة لتزييف الوقائع عبر خطابٍ سياسي مُموّه، تستمر الجرائم بحق المدنيين، وتُدفن الحقائق تحت ركام الدعاية. السؤال الذي يفرض نفسه: كم من الضحايا سيُدفع ثمنًا لاستمرار هذه المسرحية الدموية؟