مجاهد بشرى يكتب: ما الذي يحدث في المثلث ؟

في تصعيد غير مسبوق ينذر بانفجار جبهة جديدة للحرب، اندلعت اشتباكات دامية خلال اليومين الماضيين داخل الأراضي الليبية بين كتيبة سبل السلام السلفية الليبية، التابعة لقوات القيادة العامة (حفتر)، ومرتزقة مسلحة تتبع لحركة تحرير السودان بقيادة (مني أركو مناوي)، في منطقة العوينات القريبة من المثلث الحدودي الليبي–السوداني–التشادي.

الاشتباك جاء بعد أن اعترضت كتيبة سبل السلام رتلاً تجاريًا غير نظامي مكونًا من عربتين نوع ZS كان يسلك طريقًا مريبًا عبر الأراضي الليبية. تم احتجاز الرتل ونقله إلى الكفرة، غير أن قوة من مرتزقة الحركات المسلحة – مكونة من ثلاث عربات قتالية – تدخلت بالقوة، واختطفت الرتل من أيدي الليبيين واقتادته إلى معسكراتها بمنطقة “قارة الخمسين”، في تحدٍ سافر للسيادة الليبية.

ردت كتيبة سبل السلام بحشد كبير، تجاوز 17 عربة قتالية، واشتبكت مع المرتزقة المسلحة، مما أدى إلى مقتل عنصرين من الجانبين، قبل أن تصل تعزيزات من الحركات وتقوم بتدمير إحدى العربات الليبية والاستيلاء على أخرى، مع أسر عدد من عناصر الكتيبة.

لكن المقلق ليس فقط في الاشتباك، بل في ما كشفته هذه الحادثة من حقائق خطيرة تتعلق بطبيعة التحركات عبر الحدود.

طريق تهريب خطير يربط بين السودان وليبيا:

المصادر تؤكد أن الحركات المرتزقة المسلحة السودانية – وتحديدًا عناصر تتبع لحركة (مناوي) – تنشط على طريق تهريب يبدأ من:

منطقة الطينة السودانية – مرورًا بالكفرة الليبية – ثم عبر المثلث الحدودي – وصولًا إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية.

هذا المسار يُستخدم بشكل متكرر لنقل:

  • مستنفرين
  • ذخائر
  • أسلحة ومواد تموينية عسكرية

بعلم وإذن من سلطة بورتسودان غير الشرعية، ما يُعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، سواء من حيث خرق السيادة الليبية أو من حيث احتمالات التورط في صراعات إقليمية.

وضع على شفا الانفجار:

الاشتباك الذي وقع في منطقة “سيف 300” تسبّب في موجة غضب عارمة بمدينة الكفرة، حيث تجمعت أكثر من 300 عربة قتالية من أهالي المدينة، إلى جانب عناصر من كتيبة سبل السلام، التي استدعت قائدها الشيخ (عبدالرحمن هاشم) بطائرة مروحية. و ما يزال التحشيد مستمرًا.

وفي المقابل، أجرى ممثل مرتزقة مناوي (فيصل صالح) اتصالًا مباشرًا بقائد ثاني الكتيبة الليبية (عبدالرحيم سلطان)، في محاولة لتفادي مزيد من التصعيد، خصوصًا في ظل تهديد صريح من الجانب الليبي بالتوغل داخل مناطق “الدبابة” و”المثلث” داخل الأراضي السودانية.

التبعات الإقليمية والسياسية:

هذه الأحداث تؤكد تحول مرتزقة الحركات المسلحة من فاعل داخلي إلى جهة عابرة للحدود، تعمل بتنسيق مع البرهان وعلمه التام.

على الرغم من الآتي:

  • لبرهان لا يمكنه السيطرة على مرتزقة المشتركة
  • ولا يملك القدرة على ضبط مسارات التهريب
  • وفي الوقت نفسه، سيدفع الشعب السوداني ثمن تصرفاتها الإرهابية دوليًا وإقليميًا

الأسئلة الكبرى التي لا يمكن تجاهلها:

  • كيف سيتعامل الجانب الليبي مع اختراق سيادته من قبل قوى سودانية؟
  • هل نحن أمام نواة اشتعال جبهة قتال جديدة على حدود السودان الغربية؟

هذه ليست مجرد اشتباكات معزولة، بل مؤشر خطير على أن حدود السودان تحوّلت إلى ممرات للسلاح والمقاتلين، دون رقيب أو مساءلة، في ظل تواطؤ من البرهان وجيشه، و أن تحالف بورتسودان اصبح مهدداً إقليميا لا يمكن تجاهل خطره بعد الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.