ياسر العطا والكوميديا السوداء ..

فاصل ونواصل سامي الطيب

كان أقرب جنرالات المكون العسكري للثورة، أو قل إنه كان أفضل السيئين مقارنة بكباشي وبرهان … إلا إن كواليس حرب ١٥ أبريل وبعد اشتعالها جعلت الرجل ينتكس انتكاسة مفجعة ومفاجئة لجميع المتابعين.
بعد بداية الحرب أظهر ياسر العطا عداء غير مسبوق للسلام و لوقف الحرب و للمطالبين بوقفها.

في هذه الازمة تحول الرجل إلى خطيب حماسي يضرب طبول الحرب ويطلق الوعود بالحسم العسكري كيفما شاء دون أن يتحقق حرف واحد مما يقول وفي كل خطاباته ظهر الرجل مرتبكا عديم الحصافة و مفتقرا إلى الخبرة ، فهو متواضع القدرات في الخطابة وتنقصه الحنكة يتحدث منفعلا و لا يفعل شيئا … وعد الشعب السوداني منذ بداية الحرب بالحسم خلال أسبوعين، والآن مرت ثمانية شهور!!.. وقبلها عندما هاجم الحرية والتغيير كان الرد عليه قاسيا عندما أوضحت قوى الحرية و التغيير أنها طلبت منه شخصيا العمل على تهدئة الامور وعدم الذهاب إلى الحرب حتى لا يحرق الوطن، لكن كان رده أن الحسم لن يتجاوز ال ٦ ساعات، في دلالة واضحة وصريحة على من كان يخطط للحرب ومن الذي أشعلها …
عاد ياسر للمواطنين المغلوبين على أمرهم وطلب منهم الابتعاد عن منازلهم “جدار جدارين” لأن حسم التمرد بات قريبا !!.. والجميع يعلم مآل هذا الوعد أيضا. ثم تخطى بخطاباته المتخبطة الحدود وأخذ يلمز ويهمز في إحدى الدول العربية و أنها من تدعم التمرد دون أن يجرؤ علي ذكر اسمها ..ثم هاجم دولة كينيا علانية وطالب الرئيس الكيني أن يحضر قواته إلى الخرطوم “إن كان رجلا” في أكبر هزيمة للدبلماسية والتعقل ..
فإذا القينا نظرة على جميع الوعود التي أطلقها الرجل سنجد النتيجة صفرا كبييرا …لم يحسم الحرب في ٦ ساعات

ولم يحرر الخرطوم في أسبوع أو أسبوعين

وابتعد له المواطنون عن الجدران منذ ٧ شهور ولم يفعل شيئا

وذهب برهان إلى الرئيس الكيني …

ترك ياسر كل هذه الوعود …وصمت دهرا

ثم نطق في قاعدة وادي سيدنا ..( قاعدة الهروب ) .. أخذ الرجل يحدث ضحاياه من منسوبي المنظومة الأمنية من جيش و شرطة عناصر أمن و استخبارات و ربما مستنفرين .. أخذ يحدثهم عن البطولات التي ستسطر في مقابل الأيام !!!.. وأكد أنه ذاهب ليعود زاحفا مع آخرين لتطويق الخرطوم وتحريرها ….ثم ودعهم ورحل سريعا …

من المؤكد أن وجهته ستكون بورتسودان ليلحق بصحبه الكرام برهان وكباشي وإبراهيم جابر …ليمثل هذا الأمر في حقيقته أكبر فضيحة عسكرية في تاريخ الجيوش!! أن يهرب جميع قيادات الجيش من أرض المعركة بحجج تدهش حتى خيوط العنكبوت!! ..

فالقادة الذين يقودون الجيوش دوما يتقدمونها و لا يولون الأدبار ابدا ….منهم من مات مدافعا عن قضيته في ساحات المعارك مثل ادريس دبي ومنهم من انتصر مثل ابي أحمد ..حاجة أخيرة …..ونحن نهم بختام هذا المقال وجدنا السيد ياسر العطا هاجم جميع دول الجوار اثيوبيا يوغندا تشاد افريقيا الوسطي ليبيا واتهم دولة الامارات بانها مافيا وراعية للارهاب وبرر هروبهم هو وبرهان وكباشي وابراهيم جابر بانهم يمثلون المجلس السيادي ولا بد ان يكونوا موجودين في مكان واحد ليكتمل النصاب ويستطيعوا اصدار القرارات وقال ان هذه الحرب رئيس الاركان يستطيع حسمها … واكد ان برهان سلمهم القوة المميتة والخفية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.