صلاح احمد يكتب..“الإعلامي المرتزق : كيف تصنع الحركة الإسلامية أبواقها؟ نموذج حسن طرحة”
“الإعلامي المرتزق: كيف تصنع الحركة الإسلامية أبواقها؟ نموذج حسن طرحة”
في قلب الخراب الذي أحدثته الحركة الإسلامية في السودان، لا يمكن فصل دور الإعلاميين الانتهازيين عن أدواتها في تشويه الوعي العام وتضليل الشعب. فالإعلام عند الكيزان ليس وسيلة لنقل الحقيقة، بل أداة لتزييفها، ومنصة لتلميع القتلة وسرقة الثورة. ومن بين هذه النماذج التي تجسد الانحدار الأخلاقي والمهني، يبرز اسم حسن إسماعيل، المعروف بـ”حسن طرحة”.
من منبر الشهيد إلى بلاط المخلوع:
في العام 2013، وأمام حشود الغضب التي تجمعت لتشييع الشهيد صلاح سنهوري، وقف حسن إسماعيل خطيبًا متحمسًا، متوعدًا بأنهم إن لم يسقطوا البشير ويحاسبوا القتلة “فحنلبس طرحة”. وما لبث أن خلع شعاراته الثورية، وارتدى “الطرحة” فعلًا، حين أصبح ناطقًا باسم حكومة البشير الأخيرة
الانتهازية في أبهى صورها:
لا يكفي أن نقول إن حسن طرحة خان شعارات الثورة، بل هو استغلها ليصعد على أكتاف الشهداء، قبل أن يتحول إلى بوق مأجور يدافع عن من قتلهم. وهو بذلك لم يكن استثناءً، بل جزءًا من ماكينة إعلامية واسعة يديرها الكيزان لتشويه الثورة وتزوير الوعي. لكن ما يميزه أنه لم يكن في أصل المشروع، بل التحق به في لحظاته الأخيرة، كمن صام الدهر وأفطر على جيفة.
من الخرطوم إلى إسطنبول: عودة بوق النظام
بعد أن لفظته الثورة، فرّ حسن طرحة إلى إسطنبول، ليظهر من هناك عبر القنوات الإخوانية ممجدًا للنظام الساقط، ونافخًا في رماد المشروع الحضاري. يتحدث وكأنه من صناع الإنقاذ، بل ويتجاوز في نفاقه كل وجوه الكيزان الكلاسيكية، حتى بات يُعتبر “ملكياً أكثر من الملك”. وهذا ما جعل ظهوره المستفز محل سخرية واستهجان، حتى من داخل أوساطهم.
إعلاميو الرخص: أدوات تزييف لا صوت شعب
نموذج “حسن طرحة” ليس حالة فردية، بل هو تمثيل دقيق لظاهرة الإعلامي المرتزق، الذي يبدّل مواقفه حسب مصلحته، ويبيع قلمه لمن يدفع أكثر. وهؤلاء كانوا وما زالوا العصب الأساسي في حملة الكيزان لتشويه الثورة، ونشر الأكاذيب، وبثّ خطاب الكراهية، ومحاولة شيطنة القوى المدنية.
إعلاميو الرخص والانتهازية
في معركة السودان بين الثورة والردة، بين الحقيقة والدعاية، يظهر إعلاميو الرخص والانتهازية كأخطر أدوات الحرب النفسية. ولا بد من فضحهم، وتعريتهم أمام الشعب، وكشف حقيقتهم. فالإعلام ليس مجرد مهنة، بل هو موقف. ومن يبيع الموقف، ويخون الشهداء، لا يستحق الاحترام، بل يجب ان نبصق في وجهه كل مرة.
صلاح احمد