عزالدين دهب يكتب.. تشكيل الحكومة ما بين حق الحياة ومخاوف التقسيم

تشكيل الحكومة ما بين حق الحياة ومخاوف التقسيم

 

بقلم/ عزالدين دهب

 

ويوجد أعم اعتراف بالحق في الحياة في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتعترف المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بأن الحق في الحياة هو حق ملازم لكل إنسان، وتضيف أن “على القانون أن يحمي” هذا الحق وأنه “لا يجوز حرمان أحد من الحق في الحياة تعسفاً”.

عامين من الحرب عاش فيها الشعب السوداني اسوء صنوف العذاب تبدأ بفقد الأرواح والقتل على اساس العرق والجهة والموت بنيران الحرب بين اشتباكات المقاتلين او دانات المدفعية او براميل الانتنوف لكن حرمان المواطنين من الغذاء والدواء منذ الأيام الاولى للحرب رشحت اخبار تفيد بأن جميع مرضي غسيل وزراعة الكلى في مدينة الجنبنة قد ماتو بسبب عدم توفر علاج غسيل الكلي

كما اوضحت تقارير غير رسمية في أن جميع المرضي من ذوي الأمراض المزمنة خصوصا في ولاية الخرطوم مات منهم عدد كبير جدا.

الأمر لم يقف عند حد الحرمان كن الغذاء والدواء بل الحرمان من الحصول علي مياه الشرب إذ اضحت مصادر المياه هدف مهم لسلاح الجو السوداني خصوصا في مدن كبكابية ونيالا والكومة ومليط والفاشر ليتضاعف الاسي بإغلاق المدارس وحرمان التلاميذ والطلاب من حقهم في التعليم الأمور تزداد سوءا وتعقيدا بانعدام السيولة المالية وتوفر النقد لتزيد حكومة بورتسودان الطين بلة عندما حرمت المواطنين من استبدال العملة

لكن تبقي قضية الحصول على المستندات من شهادات الميلاد والرقم الوطني والجواز هي احد الكروت التى تستخدم في وجه مجتمعات سودانية كبيرة وبسببه اعداد كبيرة من المرضي فارقو الحياة بسبب عدم الحصول على جواز سفر ينقلهم إلى مناطق تلقي العلاج

مع كل ذلك يتعنت البرهان ورهضه من كتائب الاسلاميين ويرفض اي حلول سلمية فاجهض منبر جدة والمنامة وسويسرا وكل محاولات دول الجوار من مصر واثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وليبيا ودول الإقليم جيبوتي وكينيا ويوغندا

وكل محاولات المجتمع المحلى والاقليمي والدولى من اجل ايجاد حلول للازمة السودانية التى تتلخص في هيمنة المؤسسة العسكرية ومن خلفها مجموعات النظام البائد على القرار السياسي والاقتصادي وحتي العلاقات الخارجية

لذلك تأتي أهمية تشكيل حكومة تتعاطي مع قضايا أكثر من 70% من المجتمع السوداني في الخرطوم والجزيرة والنيل الازرق وكردفان ودارفور

ظلوا محرومين من كل الحقوق ولا تلوح في الافق اي بارقة امل تشير إلى انهاء هذا الصراع الذي ظل مسرحا دوليا يدفع ثمنه المواطن السوداني البسيط الذي لا حول ولا قوة له

أن محاولات الابتزاز السياسي من قبل جماعات تدعم الجيش السوداني وصناعة اكبر دعاية اعلامية وحملات التخوين ضد القوة السياسية والناشطين وكل من قال لا للحرب جميعها فشلت بدليل هذه التظاهرة السياسية الكبري التى تشهدها العاصمة الكينية نيروبي في توقيع اكبر تحالف سياسي جمع بين الهادي إدريس في جبل مرة وإبراهيم الميرغني من قلب العاصمة السودانية الخرطوم وجمع بين أسامة سعيد من شرق السودان وسليمان صندل من اقصي شمال دارفور وجمع بين عبدالرحيم دقلو من غرب السودان وعلاء الدين نقد من وسط السودان هذا المشروع فشلت الدولة القديمة أن تجهضه عسكريا وسياسيا واعلاميا رغم أنها حشدت له اعداد كبيرة من  الصحفيين والفنانين والفنانات واللايفاتية وكل اصحاب الحلاقيم الكبيرة

فشلت دعايات عرب الشتات والغزو الأجنبي  وكل الدعايات الرخيصة التى ظلت تردد عبر غرف اعلامية تخصصت في صناعة اخبار وتقارير كاذبة من اجل تغبيش وعي المجتمعات السودانية

ستشكل حكومة وستعمل من اجل إحلال سلام شامل في السودان يخاطب قضايا العدالة والحقوق والنازحين والدستور وإرساء قواعد حكم رشيد يضع حد لعنف الدولة ويؤسس لنظام حكم راشد ينتشل السودان من بؤرة الحروب والتخلف إلى مصاف الدولة المحترمة أن اجتماعات نيروبي كشفت للعالم زيف واكاذيب ظل يروجها اعلام الدولة القديمة وساستها الفاشلون

سينتظر ابكر هذه الحكومة حتي يستخرج جواز سفر وأوراق ثبوتية تنهي حالة البدون التى ادخل فيها مع سبق الإصرار والترصد

وستنتظر أمونة أن تفتح المشافي لمتابعة حملها عبر رعاية صحية حرمتها منها دولة مجردة من الأخلاق سبنتظر كوكو واوشيك وأبناء جبال الانقسنا ومناطق النيل الأبيض وكردفان أن تفتح المدارس والشوارع والبيوت والبنوك لعيشيو مواطنون مثل كمثل اي مواطن في العالم

حتما ستنتصر ارادة الشعوب الحرة على الظالمين واعوانهم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.