لو أنك بحثت عن عنوان من كلمة واحدة يمكنه تلخيص تجربة المتأسلمين “الجارية بوقاحة حتى الآن” فإنك لن تجد كلمة أكثر كفاءة و تلخيصا لهم مثل كلمة (الكذب) ، الكلمة التي بها بدأ نظامهم ” في جولته الأولى” ، و بها استمر و استمرت خيباته، و بها انتهى ، و بها أيضا بدأوا حربهم الفاجرة ، و بها ستنتهي ، و تلك ستكون آخر أكاذيبهم قبل أن يكتشف الأعمى و الأصم أنهم أنفسهم كانوا أكبر أكذوبة في تاريخ السودان!!..
أيا كانت الأيديولوجيا أو المرجعية التي تتكئ عليها جماعة أو فصيل سياسي، فإن الدنيا لم تشهد ، طوال تاريخها في الحوكمة و السلطان جسما سياسيا يتخذ الكذب نهجا استراتيجيا كما فعل الكيزان ، الذين توسلوا باسم الإسلام و شعاراته في مخاطبة عواطف الناس ، الإسلام الذي لا يطرد من حظيرته من بين مرتكبي الكبائر إلا الكذابين !!..
بل إن القوم لم يترددوا لحظة في تكليف متفقهيهم بإصدار فتاوى تبيح لهم الكذب ، بل تجعله من ركائز الجهاد ((و الناس يذكرون بعض منتسبي ما سموه زورا ب(هيئة علماء السودان – التي سميتها في حينها الإسم اللائق بها:”هيئة عملاء الشيطان”) يذكرون فتواه التي دافع فيها باستماتة عن الكذب تحت مبرر “الحرب خدعة” معتبرا أن حياة المسلم كلها حرب ، و بالتالي يجب أن تكون كلها كذبا في كذب!!!!..
و لعل الناس يذكرون الكثير مما يؤكد تفاهة ذلك الكيان الجهول المسمى هيئة علماء السودان ، و الذي نفض عنه البرهان الغبار و كلفه بفتاوى حول حربهم الفاجرة ، و يكفي هذه الهيئة خزيا – بعيدا عن فتاويها – أن أحد كبار أعضائها نشر في اليوتيوب فيلما إباحيا عن نفسه ثم زعم ، معتذرا ، أن زوجته هي من فعل ذلك!!! معقبا أن الأمر كله ليس فيه مخالفة للدين!!.. و قد انتظر الناس بعد تلك الطامة أن تقوم الهيئة المذكورة – بأضعف الإيمان – بإبعاد ذلك الكائن عن صفوفها ، و لكن ذلك لم يحدث ، و هو ما يمكن توقعه من هيئة عملاء الشيطان!!!..
قلت مرة إن الإنسان السوي ربما اضطرته بعض الظروف القاهرة إلى الكذب ، و لكنه لن يكون راضيا عن نفسه ، سيلازمه الإحساس بالإثم زمنا ، أما إن انكشفت للناس كذبته فإن الأرض ستضيق به و سيتوارى خجلا ، سيحس بالفضيحة تطارده أينما يمم.. يحدث هذا لكل إنسان سوي ينكشف للناس كذبه.
أما الإنسان المشوه نفسيا ، الذي كتب عند الله كذابا ، فإنه حين ينكشف كذبه للناس ينظر في وجوههم بوقاحة ، ثم يكذب من جديد!!!.. ألا ترون الكيزان الآن يفعلون ذلك حرفيا ؟! ألا تراهم الآن و قد انكشفت للجميع كذبتهم الوقحة بشأن (موت حميدتي) لا يعتذرون حتى عن الكذبة ، لا يتوارون خجلا!! بل ينظرون في الوجوه بوقاحتهم المأثورة ، و يكذبون مرات و مرات..
أشهد أنهم كتبوا عند الله كذابين.