الطبع غَلب التطبُع

فاطمة لقاوة

الإسلاميين الذين نفذوا عملية إغتيال دكتور “خليل إبراهيم” كانوا يعرفون جيداً بأن أخاه جبريل إبراهيم هو الحلقة الأضعف التي يسهل إستغلالها متى ما شاءوا وكيفما يشاءوا.
فجبريل إبراهيم الذي جاء عبر سلام جوبا، لم يهتم ذات يوم بإنسان دارفور وقضاياه، بل ذهب الى دارفور زيارة واحدة، ولم يستطع مخاطبة هموم مواطن ولايات درافور، و أصبح جبريل جزءاً من تعقيدات الأزمة الدرافورية.
جبريل لم يستطع الخروج عن جُلباب الإسلاميين وكذا مناوي الذي إعترف بذلك في العديد من المنابر، وإن كليهما يبحثان في كيفية تثبيت دعائم بقاءهم في كراسي السُلطة والحِفاظ عليها ،فأصبحوا إلعوبة بأيادي الكيزان يحركوهما متى ماشاءوا.
ما إن عاد البرهان بِخُفي حنين من جولاته المشبوهة في الخارج، لجأ لإستخدام جبريل ومناوي، وأوحى لهما بإقامة مؤتمر صحفي يُعلنان-(سارقين لسان الحركات المسلحة في منبر جوبا)- فيه الوقوف جانب عصابة الكيزان في حربهم العبثية.
جاءات تصريحات جبريل ومناوي، بعد الانتصارات الساحقة التي حققتها قوات الدعم السريع في دارفور، والتي لم يتبقى من مدنها إلا القليل، وقد شاهد الجميع تحرير نيالا وكتم والجنينة وزالنجي ولم يتبقى الا الفاشر والضعين، وإستمع الشعب السوداني عامة وأهل دارفور خاصة لخطابات الفريق عبدالرحيم دقلو التي طمأنت المواطن وزرعت في نفسه الأمل بالعودة للحياة الطبيعية الأمنة.
جبريل الذي ضحى بأخاه خليل لا يمكن أن يتوقع منه أكثر من ما فعله اليوم من غدر وخيانة ونكران فضل قائد قوات الدعم السريع عليهم جميعا وما قدمه لهم من دعم معنوي ومادي من أجل تحقيق السلام والإستقرار لإنسان دارفور.
إعلان مناوي وجبريل بالأمس لموقفهم المنحاز هو فرقعة بالونات في الهواء لا عائد منها ولا تأثير، فالأثنان لا يمتلكان القوة القتالية التي يمكن أن تحقق تغيير في معادلة الصراع ميدانيا.، ولم يَقدروا ظروف إنسان دارفور، بقدر ما هم مُهتمين بالمناصب والمكاسب الدستورية وإمتيازاتهم الشخصية.
شعب دارفور يجب أن يعي الدرس السابق جيداً، وعلى القادة الميدانيين من الحركات المسلحة التعامل بحكمة ومعرفة أبعاد المؤامرات التي تُحاك ضد أهلهم.
برهان الذي يسعى الى سرقة الموارد وتوظيفها خدمة لإنسان الشمال الذي ينعم بالأمان، هو ذاتها الذي هدم دارفور سابقا ويسعى اليوم عبر مناوي وجبريل لخلق مؤامرة كبرى تستهدف إنسان دارفور ليكون وقود لحروبات أهلية وصراعات تخدم أجندة الكيزان في المركز .
وصدق من قال:(الطبع يغلب التطبع).
ولنا عودة بإذن الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.