حركات الكفاح المسلح- مسار دارفور – انحياز  للفلول – بعد ادعاء الحياد..!

اعلنت حركتي مناوي وجبريل ابراهيم في مؤتمر صحفي بمدينة بورسودان عاصمة الحرب ، مشاركتهما الفعلية في جميع العمليات العسكرية وميادين القتال وحذرتا  القوى التي تريد تمزيق السودان من الاستمرار في دعم الحرب! مع تأكيدهما التمسك بوحدة السودان والوقوف أمام أجندات ومشاريع تفكيك البلاد! واعلنتا قرار وقوفهما ضد مشروع تفتيت البلاد وتقسيمها عبر مليشيا الدعم السريع ومليشياتها الأخرى “الأجنبية والمرتزقة”!

في تطور مفاجئ اتخذته حركتا مناوي وجبريل بعد ان اعلنتا الحياد مرارا وتكرارا مع سعيهما للتوسط في انهاء الحرب ورفضهما لها والعمل علي ايجاد مخرج يفضى الي توقفها! وقد علق كثير من المراقبين علي أسفهما في توسع دائرة الحرب من خلال اطراف اخرى كانت بمنأى عنها مما يقود الي زيادة تعقيد الاوضاع! خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع علي معظم اقليم دارفور مقر ومحضن هذه الحركات مما ينذر باقدام البلاد علي اعتاب حرب اهلية شاملة كما يخطط الفلول لتفجير الاوضاع ونسف كامل البلاد! بعد انتقال الحرب فعليا من الخرطوم إلى كردفان ودارفور وأجزاء أخرى من البلاد!

وقد اعتبر كثير من المحللين للشأن السوداني مطالبة الحركتين للقيادة التشادية بالتوقف عن دعم وإسناد قوات الدعم السريع في حربها ضد السودان والكف عن إمداداها بالمؤن والعتاد العسكري والمرتزقة عبر حدودها! تماهيا مع الخطاب الرسمي لحكومة الحرب التي يديرها البرهان وانحيازا لرؤية الفلول في هذا الجانب فضلا عن مطالبة بعض دول الإقليم الداعمة لقوات الدعم السريع بالكف الفوري عن تدخلها السافر في الشأن السوداني! وهو عين خطاب حكومة الواقع التي تدير الحرب بالنيابة عن الفلول والحركة الاجرامية المتأسلمة التي تسيطر علي مفاصل جيش البرهان وتختطف قراره بعيدا عن مصلحة البلاد والعباد!

يرى بعض المحللين والمتابعين للشأن السوداني ان تماهي حركتي مناوي وجبريل مع حكومة الحرب التي يقودها الفلول لم يكن وليد اللحظة او  امرا جديدا بعد هذا الاعلان الحالي في مؤتمرهما الصحفي وانما كان انحيازهما باكرا منذ اليوم الاول للحرب ،بل منذ انقلاب البرهان في 25 اكتوبر من العام قبل الماضي! وان الاضطرار تحت ضغط الواقع نتيجة توازنات الحرب علي الارض هو ما جعلهما اليوم يبدوان عاريين تماما واعلان انحيازهما للحرب في معسكر الفلول! حيث فقدا معظم قواتهما نتيجة مواقفهما المترددة من الحرب ،  حيث فقد جبريل معظم حركته بعد تعيين صندل رئيسا علي العدل والمساواة حيث مضت معه معظم كوادر وعناصر الحركة ولم يبق مع جبريل سوى اسرته الصغيرة وفقد معظم قواته واصبح اسما لا ينطوي علي اي قوة ! فآثر ان يتقوى بجيش الفلول أمام حركته المنشقة عنه والتي أكدت ان المؤتمر الوطني المحلول هو من شن الحرب وهو من يجب محاسبته! وجبريل بعد فقدانه حركة العدل والمساواة اتجه الي المؤتمر الوطني الذي طالما نسق معه سرا! اما مناوي فقد فقد هو ايضا معظم قواته ولم يعد سوى اسما فارغا لايقوي علي حماية كرسيه الا بالتحالف مع جيش البرهان ضد قوات الدعم السريع بعد سقوط معظم اقليم دارفور في يدها واصبح حاكما بدون اقليم، يحكم دارفور من بورسودان!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.