مناوي وجبريل تضليل الرأي العام ..

عندما تتبرأ (٣) فصائل دارفورية من الإنحياز للجيش

من اسوا الوسائل التى تم استخداها فى هذه الحرب  ان يتم التضليل عبر المنابر الاعلامية المباشرة، كما حدث فى المؤتمر الاعلامي الكذوب  الذى عقده كل من رؤساء اثنين من الحركات المسلحة، جبريل ابراهيم، ومني اركو اركو مناوى الذي اعلنا فيه دون خجل او حياء وعلى الهواء مباشرة تخلي جميع حركات الكفاح المسلح عن الحياد وانحيازها للقوات المسلحة، بينما الخبر  يخلو من الصحة  جملة وتفصيلا  لان بين الحركات الدارفورية الخمس الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، هناك قيادات ثلاثة حركات، تمسكوا بالحياد وعدم الانحياز وهم الطاهر حجر وحافظ ابراهيم و الهادى ادريس، وهم يمثلون اغلبية فى ثقلهم السياسي والعسكري وقد اختاروا الوقوف  في الحياد وان تكون عدتهم وعتادهم لصالح حفظ الأمن من خلال التنسيق مع الطرفين.. 
لم تجد الة المضلل الاعلامي التى مارسها كل من جبريل ابراهيم ومناوى نفعا فى الترويج لانضمام بقية الحركات الموقعة لاتفاق جوبا فتلك  احلامهم وفى قراءة لواقع الحال فعودة  هاتين الحركتين الشاردتين الى  القطيع وشيكة، سيما وان المسيطر الاكبر الان على ولايات دارفور الكبرى، الدعم السريع حيث لا اثر يذكر للقوات المسلحة،  فيه، اذن ففى اى ملعب سيلعب فيه كل من  مناوى  وجبريل  ابراهيم لعبتهم السياسية،تلك،فى حرب المصالح التى يخوضونها الان  الى جانب القوات المسلحة وقد كانت لهم فى الامس القريب  عداءات ، لاتنسي مع المؤتمر الوطنى فكيف  الان  يمكن  ان يمدوا  ايديهم للمصافحة من جديد، وكيف لهم ان يجتمع الشامى مع المغربي.

*حجر وادريس ثبات علي المبادئ ومواقف لا تلين*

رفدت اطراف السلام الساحة السياسية بكوادر نوعية لها باع طويل في النضال والعمل السياسي بعد اتفاق جوبا للسلام اصبحت جزءا من الحكومة الانتقالية وشاركت في السلطة ضمن محاصصات القوى السياسية فتقلدت المناصب في الحكومة وظلت تسعي لتنفيذ بنود واستحقاقات اتفاق السلام وتعمل علي تعزيزه واستدامته بالمنطقة!

اتخذت موقف الحياد بعد حرب 15 ابريل ولعبت دور الوسيط وهو الموقف الذي يليق بمن خبر الحرب وعاش ويلاتها ان يدعو الي السلام ويعمل علي المحافظة عليه بعد اي اتفاق وهكذا اجتمعت كلمة جميع اطراف السلام علي اتخاذ موقف الحياد بين طرفي الحرب والسعي لايقافها، الا ان هذا الموقف كلفها الكثير سواء في بنيتها او ضمن حكومة الامر الواقع التي تدير الحرب من بورسودان وتلقت الكثير من الاساءات وعبارات التخوين واعلنت ابواق الفلول الحرب عليها وعمدت الي التحشيد ضدها والدعوة الي اعفاء قياداتها ومنسوبيها من المناصب الحكومية بحيث صورو موقفها الحيادي نوع من الخيانة وطعن الوطن في الظهر!

استجاب البرهان لضغوط الفلول وكيزان الجيش في اعفاء عضو مجلس السيادة الدكتور الهادي ادريس ووزير الثروة الحيوانية دون اي مسوغ قانوني او سند دستوري سوى تنفيذ خطة الفلول في الضغط علي اطراف السلام وتخويفهم والدفع بهم نحو تغيير مواقفهم الحيادية تجاه الحرب! الا ان اغلبهم ظل صامدا كالعهد به لم يضعضع ثباته منصب او اتهام او تخوين وظلوا مستقيمين علي رؤيتهم للحرب التي تيقنوا انها حرب الفلول ويجب انهائها مواصلين الدعوات لطرفيها بصرورة ايقافها مع التوسط بينهما والتواصل معهما لذلك!

عد اغلب المخللين ان استجابة جبريل ومناوي للضغوط واعلان انحيازهما للجيش لم تكن سوى عملا سياسيا نتيجة معاناتهما الخاصة وما حدث من تشظي لقواتهما وفقدان معظم قواعدهما بانشقاق ثقل حركتيهما والمضي بعيدا عنهما لنفس هذه المواقف المترددة والمرتبكة في الالتزام الصارم بالحياد فقد اتهمتهما قواعد الحركتين بعدم الحياد ونصرة الفلول في السر والتحالف معهما بحيث اثبتت التسريبات ان مناوي كان يساعد سرا في نقل المؤن والذخائر لحاميات الجيش في ولايات دارفور !كما اثبت الواقع ان جبريل كان يسخر مال الدولة لمقابلة تكاليف الحرب ودعم المجهود الحربي للدولة! بحيث جاء انحيازهما امتدادا طبيعيا لمواقفهما المضمرة، خاصة بعد تهديدهما بالاعفاء وقد فقدا ثقل قواتهما مما يجعلهما في موقف حرج مسلوبين من كل نفوذ حتى من قيادة حركتيهما!

ثمن عاليا كثير من المراقبين المواقف المشرفة لبقية اطراف السلام وثباتهما علي المواقف السليمة رغم الترهيب والتخوين وخطاب الكراهية!حيث اصدر الطاهر حجر بمجرد انتهاء المؤتمر الصحفي لجبريل ومناوي بيانا يؤكد فيه موقفه بالحياد من الحرب ويدعو لايقافها رافضا موقف رفيقيه من اطراف السلام بالانحياز لقرار الحرب! ثم توالت بيانات اطراف السلام حتى حركة العدل والمساواة التي رأت ان جبريل اختطف قرارها مرة اخرى بعد عزله من القيادة، لتتوالي بعد ذلك بيانات حركات الكفاح المسلح الرافضة لموقفي جبريل ومناوي وتأكيد انهما لايمثلان سوى نفسيهما ومصالحهما الضيقة وحتى المجتمع المدني بولايات شرق دارفور عاب عليهما هذا السقوط الشنيع والتحول من اجل المصالح مثمنا علي مواقف الهادي ادريس والطاهر حجر بما يؤكد وقوفهما الموقف الصحيح انحيازا لنبض الجماهير ثباتا علي المبادئ واستقامة علي المواقف!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.