طارق الأمين اسحق: الخطر القادم
طارق الأمين إسحق : الخطر القادم
مآساه عظيمه يعيشها النسيج الاجتماعي السوداني وخطاب كراهيه متفش بين المتعلمين وانصافهم وما دون ذلك لم يسبق له مثيل في كل مراحل الحياه السودانيه حتي عندما كنا تحت بشاعة المستعمر وبعد زواله من بلادنا ..
أتابع ويتابع ملاين القراء والمشاهدين داخل وخارج القطر عبر وسائل الميديا منذ ان قامت ثوره ديسمبر ٢٠١٩ والتي أيدناها ووقفنا معها بكل صدق لما رفعته من شعارات خرجت وهي تحمل بين طيات أحرفها (الحريه .. السلام .. العداله) ..الا انني والكثير من أبناء الشعب ..تحررو من عبودية ودخلو في عبودية أخرى متمثلة في هيمنة مجموعة غير حيادية واصبحت تمارس وتصادر حريات الآخرين عبر لجانها بالأحياء من مطارده وتكميم لأفواه كل من ينتقدها ويعارض سياساتها وتطلق عليه لفظ (الكوزنة) ويحاربون تجمعات الأشخاص حتي الاجتماعية منها والأمثله كثيره منها( حادثه قرطبة ، وزياره كباشي للنور عنقره بضاحيه الجرافه ، والكثير من المواقف لم تصل للإعلام) بحجه انهم كيزان..
وبهذه الممارسات قد عجلو بسقوط اول لافتتاتهم التي رفعوها وهي الحرية ..وتلتها لافتتهم الثانية وهي السلام .. ولم يكن هناك سلاما لأن السلام مرتبط بالأمن وقد فشلوا في تحقيق ولو جزءا من متطلبات السلام وهو الأمن المجتمعي ..
فقد اصبحنا مروعين في شوارعنا بخطف هواتفنا وحقائب نسائنا ومروعين داخل بيوتنا بالسطو المسلح والنهب .
وأخيرا سقطت واجهتهم الثالثة والأخير المتمثله في العدالة ..حيث لاتوجد عدالة إذ أن من خدعونا بهذا الشعار اتضح جليا وبالأدلة أنه لاعدالة في دولتهم .. فقد شردوا كثيرا من الموظفين والعمال بسبب انتمائهم السياسي غير عابئين بما يجره ذلك من ضرر علي أسرهم الصغري والكبري وما يسببه ذلك من اثار اجتماعية ونفسية ..مجارين بذلك مافعله من سبقهم علي السلطه ، وبذلك قد خرقوا حائط العدالة الذي أوهمونا بها .
ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا ابعد وافظع منه اذ أنهم حاكموا وسجنوا الكثير من معارضيهم غير ملتزمين بمبادئ الأخلاق والعداله القضائية وكل جناية المتهمون أنهم اسلاميون ..وحتي الدرجه التانيه ممن كانو متعاونين مع الاسلامين لم يسلموا من ايداعهم للحراسات والسجون ، ولم تنفذ فيهم ابسط مقومات العدل والعدالة..
وهذا الخرق والتمزيق للشعار الثالث الذي رفعته حكومه ثوره ديسمبر جعل الكثيرين من الذين ساندوا وتعاطفوا معها وشاركوها الحلم قد كفروا وانفضوا واعتبرو أن الثوره قد سرقت واندثر شعاراتها ورمي به في براميل النفايات..
اكتب الآن واشعر والكثيرين مثلي أن مايحدث بعد سقوط الثورة المزيفة في٢٥ اكتوبر ومحاولاتها البائسه واليائسة للعوده لكرسي الحكم الذي فشلوا في المحافظه عليه هو الأسوأ في عمر الشعب السوداني ..وما دعاني للكتابة هو ماتحفل به الوسائل الاعلامية من هجمه شرسه لضرب النسيج الاجتماعي وتفتيت اللحمة السودانية من قبل ناشطين يحملون جنسيات مزدوجه واخرون لايحملون غير الجنسية السودانية لكنهم محسوبون علي مدعيي الثوره يطلقون في فضاء السوشل الواسع سم الكراهية والفاظ الاثاره العنصرية والقبلية ويعملون على إحباط همم كل من اراد ان يقدم شيئا جميلا لهذا الوطن وهنا اقصد ماحفلت به الوسائل خلال الايام الفائتة وبعد ان قام احد من ابناء هذا الشعب المكلوم بعقد اتفاقيات مصالحه علي مستوي اقليم كامل نازعا فتيل الفتنه وداعيا للتعايش السلمي الذي يفتقر له ذلك الإقليم باذلا في سبيل ذلك وقته وصحته وماله ولكنه وللأسف الشديد فقد كان جزاؤه التهكم والتخذيل والاستهتار وفوق كل ذلك المحاولات المتعمده للتقليل من جدوى جهده بالتحريض ضده من داخل الميدان ، وارتفاع الأصوات المأجوره بالألفاظ المحبطة والمخذلة .. بيما هو كان يدعو للتوحد والسلام ونبذ القبلية ويعمل علي تكريم الرموز الوطنية والرياضيه ولايأبه بما يقولون ضاربا بذلك اروع المواقف والأمثال والرسائل في بريد العملاء والخونة الذين يريدون السلطة وهم ليست اهل لها..
ولم يقتصر الأمر علي شخص قائد الوحده والسلام بل تعداه حتي علي المشاركين من فرق وشعراء وممثلين قد وجهت لهم أبشع الأوصاف والافتراءات والانتقاص من ادوارهم الوطنيه..ولكن ردهم كان قاسيا علي عشاق السلطة الذين لايريدون لهذا البلد خير ..(تنبح الكلاب والجمال تمشي)..
حسره والم كبير يعتصر قلبي وأنا ارى السودان يسير نحو هاوية التمزق والتفتت والكراهيه التي لم تحدث من قبل .
والأدوات والطرق التي تتبعها المعارضة داخليا وخارجيا لم نشهدها ولم نسمع بها من قبل ، كل مبتغاهم هو العودة لممارسة مابدأوه من خطاب كراهيه السياسي والديني .. تتجلي في قمه اهدافها ان (لم احكم سوف اضر)وان(لم اكن فيها سوف أطفيها)..
واخيرا اقول لدقلو : (سيد القوم لايحمل الحقدا).. انطلق وتقدم ولاتعبأ بعواء الكلاب …وان توقد شمعة خيرا من ان تحدثنا عن النور …