د.حسن إدريس يكتب…إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر الدروس والعبر
دكتور / حسن إدريس يكتب…إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر (الدروس والعبر)
في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر العام الماضى تمت تغيرات مفاجئة في موازين السياسة الخارجية والداخلية بالسودان.
أندهش الكثير ون واصيبوا بالذهول وعجت الشوارع بالهدوء والصمت ازاء القرار العسكري المفاجئ بحل حكومة حمدوك واعفاء وزرائها واعفاء المكون المدني في المجلس السيادي.
فقد نزلت قرارات البرهان كالصاعقة على رؤوس وزراء حكومة حمدوك والحرية والتغيير المجلس المركزى .
وقد شاب القرار ضبابية في ظل انعدام رؤية واضحة لمستقبل السودان السياسي والاقتصادي ، وقد علق بعض المجتمع السوداني آماله وطموحاته على الثورة لذلك انقسم الشارع السياسي مابين مؤيد ورافض لانقلاب.
على أية حال وبعد مرور عام على القرار الفيصل بين المكونين العسكري والمدني نجد أننا أمام أمر واقع قد تتفق فيه الآراء أو قد تختلف.
فقد اتت فرص التحول الديمقراطي فاتحة مصراعيها لحكومة حمدوك لكنها تراخت وتباطأت في صناعة القرار السليم.
لان الاطماع قد تغلبت علي الحرية والتغيير المجلس المركزي الحاضنة الاساسية للحكومة فهوت بهم إلى فض شراكة الاتفاق مع العسكر السوداني ومجلس سيادته.
اما قوي الحرية والتغيير التوافق الوطني ومكوناته فقد تمسكت بتصحيح المسار وتنوير وتبصير الشعب بمايجري رغم تلهف بعض عناصر النظام السابق نحو التشبث بقرارات الخامس والعشرين من اكتوبر.
فقد كان دور قوي الحرية والتغيير التوافق الوطني أكبر ، ومنطقهم اقوم من المجلس المركزي الذي حرض بالشباب للتمسك باللاءات الثلاثة (لاتفاوض لاشرعية، لاشراكة) ثم تركوهم على حالهم والان يتفاوضون مع العسكر.
فعليه إن التوافق الوطني حاز فرصة الفوز في نظري لانهم صنعوا التغيير واتخذوا القرار الصحيح في الزمن الصحيح في حين تراجع المركزي بلاوعي منه ولا ضمير.
فقد كانت نظرة التوافق الوطني ثاقبة وحكيمة في أبعادها القريب والبعيدة .
وهاهو المجلس المركزي قحط يعود في منوال الصواب للتوافق الوطني ويقبل بالقرارات التصحيحية مباشرة أو غير مباشرة ويرضخ ويلين بعد أن حرض على الدماء وأثار الفتن .
وعاد ليخر ساجدا في مسارات التوافق الوطني والتماهي مع المكون العسكري .
ونسى أو تناسى قوله أن الدعوة إلى التوافق والحوار والجلوس مع العسكر لاتخدم السودان .
واخيرا نعتفد. أن قرارات قحط التوافق الوطني قبل وبعد الانقلاب كانت قرارات شجاعة وعقلانية وتاريخية وسوف تسهم في التحول الديموقراطي والتقاء الفرقاء .
# القوة للشعب.. السلطة للشعب
# الوعي بالمرحلة الديموقراطية