د.أسامة محمد جمعة يكتب…حميدتي بين الأمس واليوم

د.أسامة محمد جمعة يكتب.. حميدتي بين الأمس واليوم

التسوية السياسية التي بدأت تلوح في الأفق ، وتتواتر أخبارها يومآ تلو الأخر ازعجت أنصار النظام السابق، وفعلت فيهم الافاعيل وقلبتهم رأسا على عقب ، فانتظمت دوائرهم التحتية والفوقية وغرفهم الفنية للتصدي لهذه التسوية.

وفي سبيل ذلك انتظمت وسائل التواصل الاجتماعي المحسوبة عليهم والمتعاطفة معهم حملة شرسة استخدمت فيها كل أنواع الحرب الرقمية معززة بالهمز واللمز والتنمر والتلفيق.

فحميدتي البطل الهمام بعد ان افصح عن موقفه الثابت من التغيير الذي تم في ابريل ٢٠١٩م اصبح بين ليلة وضحاها كذابا وهمباتي ورباطي وارهابي وكابوسا وغمسة ونكسة.

وكل ما تم في عهد حكومة قحط الأولى من انحرافات وما لم يتم تم نسبته إلي حميدتي كأنه كان رئيسا لمجلس السيادة ورئيسا للوزراء وزيرا للعدل والاوقاف. ولم يكن نائبا للرئيس ليست له من صلاحيات الرئيس شيء إلا في غيابه.

فقد حاولت ابواغ النظام السابق أن تقنع البسطاء أن الجنرال حميدتي هو الذي قام بتعديل قانون الأحوال الشخصية، وتطاول على الذات الإلهية في المناهج الدراسية، وصادق على اتفاقية سيداوه، وهو الذي اجاز الربا وصادر منظمة الدعوة الإسلامية، وبسببه ظهرت القونات وعم الفجور أنحاء المعمورة، وهو الذي فصل الموظفين وفتح السفارات للقحاطة، وهو الذي ضيق على خلاوي القران وتهجم على خلاوي شرق النيل ، واغلق إذاعة القرآن وصادر دار جمعية القران، وشكك في صلاحية القران للقرن العشرين، وهو الذي حلل الخمر ونشر اللواط والزنا وفتح مراكز الإلحاد والماسونية ، وحول المساجد إلى مخازن للغاز.

هذا ما يتداوله أنصار النظام السابق في وسائل اعلامهم مباشرة أو ضمنا وهم يعلمون في قراره انفسهم أن حميدتي لم ولن يكن عدوا للدين بل لم يشتك منه اصحاب الخلاوي الذين يدعون انه اسهم في التضييق عليهم ، وقد شهدت له اعماله انه اسهم في بناء وتعمير اكثر من مائة خلوة وعشرات المدارس القرانية، واسهم في توظيف المئات من خريجى الخلاوي وحفظة القرآن ودعم المنظمات الوطنية العاملة في تطوير خلاوي القران، وجميع اهل القران في موضع إجلال وتقدير لديه ولم يكن حميدتي راضيا عن افاعيل القراي وإيقاف إذاعة القرآن ومصادرة جمعيتة ولم يكن ليوافق على انقلاب الخامس والعشرين الا لمعالجة هذة الهنات واذا عادت قحط بعد هذة التسوية إلي النيل مجددا من المؤسسات الدينية فلكل حدث حديث.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.