علي أحمد يكتب: من يحمي الأبرياء من مرتزقة مناوي وجبريل؟!

من يحمي الأبرياء من مرتزقة مناوي وجبريل؟!

 

🖊️ علي أحمد

 

كعادة ميليشيات المرتزقة وكعادة الجيش نفسه؛ جميعهم لا يروق لهم إراقة الدماء إلا في شهر رمضان المعظم. ففي أول يوم منه، ارتكبت ميليشيات النهب المسلح من أتباع مناوي وجبريل في مدينة شندي مذبحة مروعة بحق بعض نساء الشمال اللاتي هتفن في وجوههم: “اطلعوا من بلدنا يا مرتزقة يا تشاديين”، فما كان من هذه العصابات المنفلتة العِقال إلا أن أطلقت النار عليهن، فقتلوا العديد من المواطنين، جلّهم من النساء والأطفال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

مجزرة شندي بحق العزّل والأبرياء، الرافضين للوجود المسلح لهؤلاء المرتزقة اللصوص في ديارهم الآمنة، سدّ عنها البرهان وجيشه وميليشياته الكيزانية آذانهم، وأغلقوا عيونهم، وأمسكوا ألسنتهم، وكسروا أقلامهم، فلزموا الصمت وأضربوا عن كتابة البيانات وكفّوا عن الإدانات، خوفاً وخشية من (أوباش) عصابات المشتركة التي تُركت لها ولايتا الشمالية ونهر النيل تعبث بهما وتعيث فيهما فساداً كما شاءت، ولا أحد يقول “بغم”، كلهم يخشونها ويرتجفون منها كأنها شيطان رجيم.

 

لقد حذرنا قيادة الجيش وأنذرناها ناراً تلظّى إن هي استمرت في تشكيل الميليشيات والعصابات، لكنها عادة الجيش السوداني منذ أن نال السودان استقلاله؛ لا يفعل شيئاً سوى تكوين الميليشيات وتسليحها، ثم ما إن تتمرد حتى يطلب من المدنيين مساعدته في القضاء عليها، أو يكون ميليشيات جديدة لتحارب تلك القديمة المتمردة، ثم تتمرد هذه أيضاً، فيشكّل أخرى جديدة، وهكذا دواليك تدور ساقية الميليشيات، وتتناسل من رحم الجيش كأبناء السفاح.

 

إن مجزرة شندي التي وقعت أمس وأسفرت عن قتل مواطنين عزل على يد مرتزقة ما تُسمى بالقوات المشتركة، لن تمر بهذا الأسلوب الغريب من “التطنيش”، فدماء الأبرياء لا يمكن أن تذهب هباءً منثوراً. فماذا فعل هؤلاء الأبرياء غير أنهم عبّروا عن رغبتهم في خروج هذه العصابات من ديارهم والرحيل بعيداً عنهم؟ واما وصفهم بالتشاديين فهذا ليس قول النساء البريئات وانما قول الجيش الذي يتعامل معهم بوصفهم مرتزقة وأجراء، والمرتزق لا وطن له، وهن بفطرتهن وحسّهن السليم يعلمن أن وجود هؤلاء المتفلتين اللصوص وسطهم يمثل خطراً كبيراً عليهم، لكن هؤلاء القتلة موجودون هناك بمعرفة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وعِلمه، وهو عاجز عن نقلهم إلى ميادين القتال الحقيقية في الفاشر وغيرها، لذلك فهو يتحمل المسؤولية الكاملة أمام القانون والرأي العام عن هذه المجزرة التي ارتكبها المرتزقة الأوباش في أول أيام رمضان المعظم، لا يرعون ديناً ولا ذمّة ولا أخلاقاً ولا أعرف… أعوذ بالله منهم.

 

ليس لدينا ما نقول إلا: “إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل”، لكن لدى المواطنين الكثير ليفعلوه ويقوموا به، بدءاً من نشر المعلومات والكتابة عن هذه المجزرة، والاحتجاج لدى السلطات، وتسليط الضوء على جرائم هذه الميليشيات، وبالتالي الضغط على حكومة الأمر الواقع في بورتسودان لكي تسحب هؤلاء اللصوص القتلة من وسط المواطنين الآمنين في قراهم وحواضرهم. فهؤلاء لا يحتاجون لمثل هذه العصابات بينهم، وعليهم أن يغادروا فوراً إلى حيث يلتحم الرجال بالرجال، وتتكسر النصال على النصال، فشندي وكريمة ومروي والدبة وغيرها ليست ميادين حرب، فما الداعي لاختباء هذه العصابات بين مواطنيها؟ ولماذا يصمت الأهالي عن تفلّتات هؤلاء المرتزقة عديمي الأخلاق، ويتركون لهم الحبل على الغارب يفعلون بهم ما يريدون؟ هؤلاء لا بد أن يُطردوا من هناك فوراً ودون تأجيل ويأخذوا إلى مناطق القتال لمواجهة الرجال، ولكنهم مرتزقة ولصوص وجبناء، أدمنوا الهروب والتخفي خلف النساء: من شندي وحتى نساء (زمزم) المكلومات!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.