صفاء الفحل :قصة الحب الهندية

الصديقان الثلاثة

في سينما (الجزيرة) يستمر عرض الفيلم الهندي المثير (الصديقان الثلاثة) ويبدأ الصديق القديم أو الوالي الأسبق ورئيس الوزراء لآخر حكومات المخلوع والتي لم

تر النور بسبب ضغط الثوار (ايلا) ليملأ الشاشة هذه الايام وهو يلملم (بقجته) ويبدأ الاتصالات بعمال مصنع (البلك) خاصته – والذي يعتبر أكبر استثماراته كذلك – بمدراء شركات الافراح والليالي الملاح الذين تخصصوا في إدارة اسابيع الرقص والغناء والتسويق والتي تعتبر أكبر إنجازاته إبان توليه لولايتي البحر الاحمر والجزيرة وذلك تمهيدا (ربما) للعودة والجلوس على رأس ولاية الجزيرة المحررة مرة أخري كما لمح في تغريدات النصر والافراح وهو يسبق الجميع بالتهاني بمناسبة (النصر) القادم.

في ذات الوقت فإن بطل ملاحم الجزيرة الأخيرة الذي عاد إلي حضن الإنقلاب بعد فترة تمرد قصيرة (كيكل) يطوف هذه الايام على القرى والأرياف وهو يطلق الخطب الرنانة والوعود بإعادة الجزيرة (سيرتها الأولى) مبشرا بإقتراب النصر وقرب عودته لتولي منصب والي الجزيرة هذه المرة بفرمان من قائد اللجنة الإنقلابية الذي وعده بذلك أن هو تخلى عن فرمان قائد الدعم السريع المتمرد على إعتبار أنه ولو أختلف الرجلان فإن المقعد واحد.

وفي قصة الحب الهندية دائما ما تكون الوعود قبل إكتمال الزواج واسعة وعريضة كما هي في فيلم ولاية الجزيرة حيث يأمل الجهاديون والذين (فحطو) بقيادة قائدهم البراء الذي قدم تضحيات كبيرة بإصابة أصبع يده بجروح خطيرة وهو يهم (بقد السلك) وينتظرون بكل تأكيد نصيب الأسد خاصة بعد فترة هذا الانتظار الطويل كذلك ينتظر المستنفرين حصة من ذلك النصر الذي ما كان لو لا صبرهم الطويل وتضحياتهم الجسام أما الأخوة بقوات الحركات الدارفورية المشتركة فلابد أن يكون لهم جزء من كيكة الجزيرة المنتظرة.

بعد عام من التدمير الممنهج فإن عودة مدينة ودمدني لن تمثل فرحا الا لتلك المجموعات التي تمثل لديها غنيمة مرتقبة أما أهلها فيكفيهم ما عانوه طوال الفترة الماضية ولا أظن أن أحدا يمكن أن يعيدهم سيرتهم الأولي فهم في انتظار موجة جديدة من الصراع بين الطامعين المتربصين قد يطول ايضا لسنوات قادمة فالهم الله هؤلاء الصابرين.

الجريدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.