خطاب قائد الدعم السريع.. رسائل في كل الاتجاهات
وصفه البعض بأنه إعلان لتصعيد الحرب
بورتسودان – اسكاي سودان
بعد مرور (17) شهراً على حرب أبريل، ظهر قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو لجماهير الشعب السوداني بخطاب يختلف كثيراً عن خطاباته السابقة، وبالنسبة للكثيرين فإن خطاب دقلو الأخير يعتبر نقطة تحول كلي تختلف عن جميع الخطابات السابقة منذ بداية الحرب، وتخلى دقلو في هذا الخطاب عن البروتكول، ولغة المنظمات والمجتمع الدولي، وبالنسبة للبعض ان عودة الرجل للتلقائية التي عرف بها تعني أن هناك أمر مهم يريده أن يصل لقواته المنتشرة في عدد من المناطق.
ويبدو واضحا إن السمة العامة للخطاب أراد منها قائد الدعم السريع، أن يكشف جزء من الحقيقة حول أسباب اندلاع الحرب ودور البرهان فيها، كما اشتمل الخطاب على التهديد وللوعيد، وتحلل فيه من الإلتزامات السابقة، واحتوى على رسائل في بريد المجتمع الدولي، وحمل دقلو المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والسعودية مسؤولية إندلاع الحرب وما نتج عنها من دمار بسبب إصرارهم على الإتفاق الإطاري، وقال دقلو لهم بالحرف (لو دايرين ترجعوا الحركة الإسلامية ليه دمرتوا البلد..؟).
و أخطر ما جاء في خطاب دقلو هو ما ذكره حول التدخلات الدولية الداعمة للجيش السوداني سواء بالتسليح أو التدريب، وسمى دقلو الدول وهي: ( مصر ايران أذربيجان أوكرانيا إريتريا وتقراي إثيوبيا ودول أخرى لم يذكرها بالإسم) ولأول مرة ومنذ بداية الحرب يقوم بتوجيه اتهامات صريحة لمصر بدعم الجيش السوداني عسكرياً ومشاركتها في ضرب قوات الدعم السريع بالطيران المصري.
وأعاد دقلو في خطابه ذكر ضربة كرري أول أيام الحرب، ويبدو ان اتهاماته لمصر ربما يدفع ذلك الأمر بدخول بعض دول الإقليم في حلبة الصراع السوداني، وسرعان ما قامت وزارة الخارجية المصرية بنفي الاتهامات، ويعني ذلك عمليا أن مصر تعي خطورة الإتهام، وما سيترتب عليه، ولم يقف دقلو عند هذا الحد بل ذكر نقل الأسلحة المصرية للسودان قال: ( زمان مصر كانت بتجيب الأسلحة بي تحت تحت هسي بقت تجيبها بالدرب العديل بي زلط دنقلا دا).
وربما يكون الهدف العسكري القادم لقوات الدعم السريع هو الوصول إلى الولاية الشمالية بحجة قطع الإمداد العسكري القادم من مصر، والأخطر في هذا الأمر هو امكانية استعانة الرجل بقوات جوية من دول حليفة له، ويؤكد البعض إنه لن يعدم من يعاونه على تنفيذ ضربات جوية ضد الإمداد المصري القادم للجيش السوداني.
فيما قدم دقلو إتهامات صريحة لأمريكا بالتواطؤ مع مصر لإيصال قنابل أمريكية الصنع لإمداد الجيش السوداني، وقال دقلو في خطابه قبل سنة من الآن نبهت السيدة (مولي في) مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، وتابع قائلا : (وقالت حشتوف الموضوع دا مع الإدارة الأمريكية ومع مصر).
وأشاردقلو إلى استخدام الجيش السوداني الطيران الحربي ضد المدنيين على أساس عنصري وقبلي، وقال (الطيران بيضرب كردفان ودارفور وسنار والجزيرة لكن أبداً ما بيضرب نهر النيل ولا الشمالية)، وقال (هم بيضربوا أهلنا بحجة إنهم حواضن للدعم السريع في حين نحن موجودين في قري بنهر النيل من بينها حجر العسل وما بنستهدف المدنيين ونقول ديل حواضن الجيش ولا الإسلاميين).
ولأول مرة منذ بداية الحرب يطلق دقلو إعلان تعبئة عامة وحالة استنفار قصوى لجميع مجندي الدعم السريع قائلا لقواته (بلغوا وحداتكم فوراً) كررها ثلاثة مرات، وأضاف قائلا (الما بيقدر يبلغ واستسلم يقعد مع أخواتو يضبح ليهن)، وتعهد بأن يكمل عدد الجنود مليون جندي، وأخطر ما ذكره دقلو هو التهديد بحرب مفتوحة الأمد حيث قال لقواته (الحربة دي يمكن تستمر سنة سنتين تلاتة أربعة).