عرمان: الإسلاميون لم يستطيعوا ترويض الجيش بالكامل..

حث قادة الجيش على التفكير الاستراتيجي بعيداً عن أجندة "الفلول"

قال رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان، إنه مصلحة السودان أن لا يتمزق الجيش وفي نفس الوقت يجب أن يخرج من السياسة ومن أجندة جميع الأحزاب.
وأضاف أنه بإمكان قيادة الجيش أن تبني موقفها على أجندة واضحة للشعب السوداني وللدعم السريع قائمة على وقف الحرب وحماية المدنيين وبناء جيش مهني وقومي وحكم مدني وسلام مستدام، وأن يستفيد الجيش بان مناطق سيطرته تشهد نزوح الكثير من المدنيين اليها مما يعزز فرصته في قبول أجندة حل الأزمة الإنسانية في جنيف. وأوضح عرمان في مقال اليوم السبت على صفحة حركته بموقع فيسبوك، أن الدمار الذي ألحقته الحرب بالجيش والدعم السريع اهدار لثروة بشرية في ظل تحديات ومخاطر تواجهها البلاد، مبينا أنه على قادة الجيش السمو فوق المشاعر السلبية والرغبة في الحكم وتغليب صوت الحفاظ على المؤسسة العسكرية واعادة بنائها وتأسيس الدولة والمصالحة مع ثورة ديسمبر كطريق لإنهاء الحرب واعادة بناء المنظومة العسكرية.
واعتبر أن من مصلحة الدعم السريع استراتيجياً أن ينهي الحرب مع الجيش دون امتدادها لكافة أرجاء السودان، اذا مزقت الحرب الجيش فان حكم السودان وبناء منظومة عسكرية في ظل سلام مستدام صعبة المنال، لأن الحرب ستستمر وتتناسل وتنتج أمراء حرب وصراعات إثنية في مختلف الأقاليم، مؤكدا أن طريق انهاء الحرب هو أن لا يعمل أي طرف على اذلال الطرف الآخر أو تعميق المرارات، واذا انتصر أي طرف في هذه الحرب سيجد مصاعب جمة في تحقيق الاستقرار.
ونوه عرمان الى أن الأهم من ذلك أن الشعب لن يصمت وان هناك معركة ضخمة قادمة لا محالة مع قوى ثورة ديسمبر، فهذه الحرب لن تمر مرور الكرام والثورة أعمق من أن تمحوها الحرب، وما ان يعود للمدن ألقها وللقرى حياتها وللريف قناديل الذرة حينها سترتفع رايات ثورة ديسمبر من جديد.
وأشار عرمان الى ان البعض في وسائل التواصل الإجتماعي يسخر من مواقف الجيش ورفضه حضور الاجتماع المشترك مع الدعم السريع واختياره أن يفاوض عبر الوسيط. وتابع: “لأن السخرية لا توقف الحرب فان مجرد ذهاب الطرفين الى مكان الاجتماع هو انجاز يحسب لصالح الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن وللطرفين، ولا يوجد سبب يدعونا لنسخر من مواقف الجيش، فقصة هذه الحرب مؤلمة ومعقدة ومبكية، ودمرت العباد والبلاد ومن واجب الجيش وقادته التفكير على نحو استراتيجي دون غضب أو أخذ أجندة الفلول على عاتقهم”. وأبان عرمان أن الشعب والجيش لهم تجربة مريرة مع الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني من حزبنة المؤسسات وتسييسها، ولم تعاني مؤسسة مثل ما عانى الجيش، وعلى الرغم من ذلك لم تستطع الحركة الإسلامية ترويض الجيش بالكامل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.