ترتيبات إقليمية تدفع القاهرة للابتعاد عن دعم البرهان وسط تصاعد نفوذ الإخوان داخل الجيش

 

كشفت مصادر دبلوماسية مطّلعة عن تحولات إقليمية مؤثرة بدأت تنعكس على مواقف عدد من الدول تجاه الأزمة السودانية، وعلى رأسها مصر، التي تواجه ضغوطًا متزايدة للتراجع عن دعم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في ظل تنامي نفوذ التيارات الإسلامية المتشددة داخل المؤسسة العسكرية السودانية.

وأشارت المصادر إلى أن القاهرة باتت أكثر ميلاً إلى تبني مقاربة متوازنة، خصوصًا بعد تواتر تقارير عن تغلغل عناصر محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة في مفاصل الجيش، مما يعزز القلق المصري من تحوّل الجيش إلى منصة لتلك التنظيمات التي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.

ويرى مراقبون أن مصر بدأت تُدرج الأزمة السودانية ضمن أولوياتها الإقليمية، ليس فقط من زاوية الاستقرار الحدودي، بل أيضًا في إطار التصدي لأي تمدد إخواني يعيد إنتاج تجربة ما بعد 2011. وتؤكد تحركات القاهرة الأخيرة انخراطها في مسار إقليمي يسعى لإحلال السلام عبر دعم الحلول السياسية الشاملة التي تُقصي الجماعات المرتبطة بالنظام السابق والتيارات المتشددة من أي تسوية قادمة.

وتشير التقديرات إلى أن القاهرة باتت تلمس بوضوح حجم المخاطر الناتجة عن استمرار الحرب، وعلى رأسها تصاعد موجات النزوح وتدهور الوضع الإنساني، إلى جانب التخوف من تحوّل السودان إلى بؤرة جديدة لنشاط الجماعات المتطرفة العابرة للحدود.

وفي ضوء هذه التطورات، يُتوقع أن تواصل مصر إعادة تموضعها في الملف السوداني، دعمًا لجهود إقليمية ودولية تركز على الانتقال السياسي الجذري، وتدفع باتجاه إبعاد الإسلاميين عن المشهد العسكري والسياسي في البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.