ماذا فعل بك الأطباء القدامى؟

(بدون زعل )..عبد الحفيظ مريود

حين دخل الدعم السريع مطار مروى، وجد عنده قوما لا يكادون يفقهون قولا. 27 طيارا مصريا. فى المقطع المنشور تم إذلال الطيارين المصريين، قبل أن يتم تسليمهم إلى الصليب الأحمر، ليقوم بتسليمهم، مرة أخرى، لقيادتهم، مصر، أخت بلادى، يا شقيقة. الأكذوبة قالت إن الطيارين موجودون فى مروى لإجراء مران مشترك ” تمرين يعنى”. لاحقا، كانت الطائرات المقاتلة المصرية تنفذ ضربات فى مناطق سيطرة الدعم السريع. هدمت جسر شمبات، حين لم يجد الجيش سبيلا للوصول إليه. نشطت حملة فى الوسائط يقودها المصريون تطالب بعدم إرسال أبنائنهم إلى الحرب فى السودان..فتلك حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. كان بضع وستين طيارا لقوا حتفهم فى السودان، بحسب منشورات الناشطين المصريين.
لم يقل الدعم السريع ( مصر تحاربنا). مصر التى فتحت فضاءها للإسلاميين، إعلاميين وغيرهم، يشعلون حرب الميديا…وتقوم مخابراتها بكل شيئ قذر لكى تستمر الحرب، لا أن تضع أوزارها.
شايف كيف؟
ثمة – دائما – “جهات أجنبية”، تنفذ “مؤامرات دولية” ضد الشعب السودانى. لا يمل الناس من تكرار الأغنية البائسة..خرجت جبهة الشرق، لأن ارتيريا تتآمر على السودان. وليس لأن هناك أزمة دعت مكونات شرق السودان لحمل السلاح، وإعلان الحرب. ذات الشيئ حدث عند خروج حركات دارفور، عبد الواحد، مناوى، جبريل..هناك “مؤامرة” تستهدف (كياننا).
شايف كيف؟
بالطبع قيل الأمر – بتأكيدات متفننة – فيما يخص الحركة الشعبية لتحرير السودان، وجون قرنق ( جون جارانج).
ستقع فى الفخ، حين تظن أن أحدا ما، جهات ما، تعمل على عرقلة زواجك، قصة حبك، مستقبلك المهنى، تجارتك، حصولك على قطعة أرض أو سكن شعبى…
عليك أن تواجه مشكلاتك الزوجية، العاطفية، العملية، بعيدا عن أن هناك : حسدا، سحرا، عيونا دخلت فيك، آخرين يطمعون فيما عندك…يفشل زواجك لأنك لم تعرف كيف تدير ( المؤسسة الزوجية)..لأنك لم تخاطب قضاياها، متطلباتها، مشاكلها، تطلعاتها، وما تستحقه…
شايف كيف؟
الجيش يواجه الدعم السريع فى حرب منذ 14 شهرا. بدأت بتهديد البرهان باستخدام “القوة المميتة”، إذا لم يعد الدعم السريع إلى رشده.
لكن النغمة الأثيرة التى يرددها الجيش والبلابسة، كلما “كتمت” هى أننا (نحارب دولا عديدة، أولها الإمارات)..ثم تنقص النغمة لتصير : اللمارات، الإمارات، دويلة الشر، الدويلة الملعونة…يدندن بها ياسر العطا، البرهان، اللايفاتية، ندى القلعة، عشة الجبل، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، الصحفيات الخليعات، أئمة المساجد، ومناوى، شخصيا.
حسنا…
الحارث إدريس – لاهثا – فى محفل دولى، يظن أنه يبرطع فى ركن للنقاش فى الجامعة…(حينما كان السودان يقدم دعما لحركات التحرر…لم تكن الإمارات شيئا مذكورا)..هذا خطاب الدبلوماسية أمام العالم.
طيب…مقوم نفسك مالك ياخى؟
“دويلة” يمكنك أن تمحوها من الوجود ببعض سلاح إيرانى، أو روسى مما يجود به الأكرمون. فلماذا تتعب نفسك؟ لتقدم أدلة للعالم بأن الإمارات تقدم دعما “للمليشيا”، وهى عبارة عن صور لأجهزة اتصالات لم يعد أحد يستخدمها منذ العام 2002م، وبعض صور لجوازات لإماراتيين، لا يعرف أحد من هم…يا للهول!
كان ثمة نغمة هى أن (الإمارات تطلب وساطة دول لأن لديها ضباطا محاصرين داخل مصفاة الجيلى)..وصدقنا ذلك..و ( الجيش يرفض)..ما شاء الله…الأسد الافريقى يرفض إخراج الضباط الإماراتيين المحاصرين داخل المصفاة…عفيت منو..جيش الهنا…
لكن حصار الجيلي ينتهى بمعارك فى سوق “البسابير”..يضطر بعدها الجيش لتدمير المصفاة، تناكر الوقود، وسط تهليل بأن ” الجنجويد بقوا شية جوة المصفاة”، كأنما الجنجويد أغبياء ليتحصنوا بالمصفاة…لم نسمع – بعدها – بخطط لتحرير المصفاة، أو خبر عن الضباط الإماراتيين..
شايف كيف؟
والحارث، السفير، إبن “الجبلين”، النيل الأبيض، الذى جاءت به مريم المنصورة، وزيرة الخارجية الثانية، فى حكومة الثورة الثانية، يتشنج فى منبر دولى…ينتظر العالم أن يصدق أن مشكلة السودان هى الإمارات…
العالم – سيدى السفير – يعرف قريتك كم تبعد عن ” الجبلين”..يعرف لماذا تطلقت داليا الياس من زوجها الثالث..يعرف كيف أقدم مناوى على خوض الحرب…يعرف لماذا لم يعد سلطان المساليت إلى الجنينة حتى الآن…يعرف أين ينام محمد إبراهيم مفضل…يعرف – بالضبط – ماهى مشكلتك…فلا تهدر طاقات ما قبل المعاش…
شايف كيف؟
هل تستطيع أن تقاتل مثل الرجال، بلا شكاوى وشماعات؟ هل تعرف أين تجد عدوك؟ هل تعرف كيف تصطاده؟
لا يهم تاريخ بلادك فى “دعم حركات التحرر”، فيما هى تعجز أن تحرر نفسها، منذ دخول كتشنر…كما لا تهم مساحة بلادك، ولا الأراضى الصالحة للزراعة، فيما هى تواجه مجاعات ونقص فى الغذاء، وتتلقى “المساعدات الإنسانية”، منذ العام 1983م…لا يهم متى بنى الإنجليز كلية غردون التذكارية، ولا متى تحولت إلى جامعة الخرطوم، ولا عدد خريجيها، فيما لا تحتاج الإمارات إلى كل ذلك، لتؤسس نظامها المتطور، الذى يجعلك تجأر بالشكوى أمام العالم لتقول إن ” الدويلة” تدعم مليشيا، قضينا عليها، ولم تبق سوى أربعين تاتشرا متفرقة، بلا قيادات، سنقبض عليها سنة 2050م…
لا داعى للبكاء أمام العالم…والفضايح..
شايف كيف؟

* ملحوظة:
* الصورة لا تمثلنى، أبدا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.