في معاني (الكرامة) : حين تُغتَصَبُ الكلماتْ!!!..

علي يس

** كيف يُمكنُ لكلمةٍ ، في زمان المنافقين هذا، أن تحمل معناها ..؟ حين حوَّل المتأسلمون الكرامة إلى مذلّة ، و “الأمن” إلى اغتصاب، و العدالة إلى ظُلم .. لقد أفسدوا بفضل فسادهم العريق ، أفسدوا كلماتٍ بريئة .. فإذا بالكلمات في ظلِّ دولتهم يصبحن كالمومسات ، تبيت الكلمة كل ليلة في أحضان معنى جديد!!!!!!..
* هل يفقهُون معنى “الكرامة” حين سمَّوا حربهم الفاجرة “معركة الكرامة”؟؟..
كرامة منْ..؟ هل يعنون كرامة “الأمة السودانية”..؟؟.. و هُم أول من انتهك كرامتها، ليس فقط خلال انقلابهم الجبان على الحكومة الانتقالية ، و ليس فقط حين ارتكبوا مجزرة في حقِّ معتصمين عُزَّل ظنُّوا أنّهُم آمنُون في حرم ما كانُوا يحسبونه قيادة “جيشهم” ، ففاجأهم الغدر الجبان من قِبَل من استأمنوه على نفوسهم و كرامتهم؟؟ (يسمِّي المتحذلقون المدلِّسون تلك الجريمة الأبشع في تاريخ السودان ، يسمونها “فضَّ الاعتصام” ، فضُّ الاعتصام يعني – أيها الحمقى – تفريق المعتصمين بعيداً عن مكان اعتصامهم، و ليس قتلهم !! و لكن ما جرى كان بنيَّة مبيَّتة على الانتقام ، الانتقام من شعبٍ قال (لا) للرقَّاص التافه ، و تَمَّ بأيدي كتائب ظلهم التي سمُّوها من قبل ، زوراً ، بالأمن الشعبي، و المؤلفة من صبية كمال عبد اللطيف). و لكن انتهاك كرامة الأُمَّة لم يبدأ هناك ، بل بدأ بأوَّل “مسمار” تم غرسه بالمطرقة في جمجمة طبيب كانت “جريمته” أن قال “لا” لانقلاب المتأسلمين على سلطة مدنية، و استؤنف بآخر “خازوق” تم غرسه في دُبُر معلِّمٍ رقيق الحاشية ، كانت “جريمته” أنْ عبَّر، بقلمٍ عفيف، عن اعتراضه على بعض الدجل السياسي الذي مارسوه في ولايته!!..بل إنَّ أبشع انتهاكٍ لكرامة أمَّة في الدنيا كان لشعب السودان الصبور الطيب، حين ابتدع المتأسلمون الذين حكموه وظيفة لم يسبق أن عرفها فرعونٌ من فراعنة الدنيا عبر التاريخ، ولا حتَّى جيش “الحشَّاشين” ، هي وظيفة (مغتصب)!!.. هل لهؤلاء لسان يتحدث عن الكرامة..؟؟!!
كرامة منْ..؟؟ كرامة “الجيش”..؟؟ .. شرفاء الجيش ، الذين يعلمون أن الحرب التي أُريد لهم أن يخوضوها هي أبعد شيءٍ عن الكرامة ، أعرضوا عنها و تركُوا القادة الكيزان يرعُون إبِل كرتي و يتحدثون باسم الجيش الذي انصرف جُلَّ ضبَّاطه و جنوده إلى منازلهم، فراراً من “حرب المذلَّة” ، فلم يجدُ المتأسلمون أمامهم إلا حثالة “المغتصبين” من بقايا عصابة صلاح قوش،(هل تذكرون قتلة الشهيد أحمد الخير..؟؟ لقد كانُوا ضمن من أسموهم “المجاهدين”.. و أدرجوهم في “كتائب”) .. لم ينهزم الجيش في الحقيقة حين ترك للدعم السريع كل مقارِّه و أسلحته ، بل انسحب من معركة هي أبعد شيءٍعن الكرامة ، فالكرامة لا يمكن أن تتجسَّد في قادةٍ يلعقون اليوم ما قالوه بالأمس ، و ينكصون غداً عمَّا أقسموا عليه اليوم .. و يكذبُون حتى يفضح الزمن أكاذيبهم ، ثم يكذبون كذباً جديداً لتبرير أكاذيبهم القديمة ..
أيُّ كرامة لـ (جيش) لا يجد ناطقاً باسمه و مروَّجاً لبطولاته الزائفة سوى أمثال ندى القلعة و حسن طرحة.. ؟!!!.. و أي كرامة لجيش يصمُتُ قائده صمت القبور حين يُسأل عُقيب مجزرة القيادة عمَّن اجترحها ، ثم ينفكُّ لسانه بعد أربع سنين ، من عقاله ، ليقول أمام محفل دولي ، أنَّ من “فضَّ الاعتصام” هو قائد الدعم السريع !!.. لقد تجلَّت سُخرية من سمعوه من قادة العالم يومها في أنّهُم لم يسألوه حتَّى عن أين كان هو يومها ، و لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال عمَّا جعله يصمت أربع سنين ثم يأتي ليشكو إليهم غريمه بعد الحرب..؟؟.. هل يمكن لمثل هذا الموقف الجبان المخجل أن يتم تسويقه باسم “الكرامة”..؟؟. أجار الله كلمة “كرامة” في مصيبتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.