نشهد هذه الأيام المليئة بالعجائب والأساطير والتناقضات،لما نعيشه من مشهد سريالى ينتقل فجأة ومن دون مقدمات من الملهاة إلى المأساة،وقد تحول ذلك المشهد الذى بدأ حلما ورديا ودفئا إلى شتاء قارص يتخلله القصف والقتل والتنكيل والتشريد.
نجد أن المحدد الأساسي لهذه الحرب هو الصراع الفكرى والسياسى لكل الشعب السوداني،وخاصة النخب المركزية التى تتمحور حول التكالب على السلطة والإتكاء على ريع الوظيفة وإقطاع النظام الإستبدادى النافى للآخر الخارج عن بيت الطاعة .
فالسلطة بمفهومها التحوزى والقهرى للثروة قد تم توزيعها على الموالين وعبده المال وبائعى الضمائر واعنى بهم هنا (الفلنقايات).
وهذه السلطة نراها على الدوام ذات إستعلاء على الأفراد،ولا تحكم إلا حسب نزواتها ولا تفكر مطلقا فى المغادرة لكرسى السلطة وهى العالمة بكل تبعات الصراع ولكن قد أصابها الزهو والغرور.
نجد أن التأريخ وصيرورة الزمان،وتصرف السلطة على هذا النحو نابع من عدم وعى الشعب وتزلف تابعيها لها سرا وجهرا،حتى أصبحت المناصب حكرا على الولاءت وعلى أصحاب الإمتيازات التأريخية بالبلاد وبهذا أصبحت مؤسسات الدولة كائنات ممسوخة فى خدمة هؤلاء وكل من يخالف ذلك يصبح خارج عن العرف والعادة حسب زعمهم..
والسلطة بمفهوم هؤلاء هى غنيمة على أصحاب الجاه والثروة والقوة لإشباع الغرائز والنزوات،وهذا عندما يكون القانون فاقدا لفعاليته ولا يمكن تنفيذه على هؤلاء مهما تعددت أخطائهم وتجاوزاتهم ،فالقانون عند هذه النخب إلا على المستضعفين والبسطاء.
فالجشع السلطوى والتكالب على المناصب جعل من هذه النخب تقرب فقط من يخدمها ويحمى سلطتها .
وهذا مارأيناه من خلال هذه الحرب الدائرة الآن قد قربت من كانوا قبل اليوم منبوذين ومطرودين،فأصبحوا بين عشية وضحاها وطنيين أكثر من وقت مضى وذلك لاشئ سوى القتال بجانبها وحمايتهم ولكن حتما ستنجلى عتمة هذا الليل وتعود الأمور إلى نصابها.
# التأسيس واجب على الكل.
/////