عن السحر .. و السحرة .. و “ما يأفكون”..!

علي يس

* يتذكر الذين لم يمسح ذواكرهم سحر عصابة البشير ، يتذكرون حكايات هذه العصابة مع السحرة ، حد استيراد سحرة خصوصيين من بعض دول غرب أفريقيا المشهورة بتعاطي السحر ، بل و توطين بعض “مردة السحر” بالقصر الجمهوري، و يتذكرون – بلا شك – حكاية أحد أشقاء عمر البشير مع ساحر مستورد .. و يتذكرون أيضاً حكاية الساحر الذي تم انتدابه من قبل صلاح قوش “لإسناد” انقلابه على حكومة البشير ، ذلك الانقلاب الذي تم إفشاله و أُلقي قائده قوش بالسجن، و قد تم حينها نشر حديث الساحر عن دوره ، ضمن التحقيقات التي أجريت عقب إفشال انقلاب قوش و ود ابراهيم!!..
* بل يتذكر الناس ، ضمن مئات حكايات السحرة مع رموز المؤتمر الوطني ، حكاية الساحر الذي خدع )القيادي) بالمؤتمر الوطني ، الذي ظل مولعاً بانتحال لقب “الخبير الوطني” حيناً ، و “الخبير الاستراتيجي”حيناً آخر ، ربيع عبدالعاطي، الذي بلغت به الكارثة أن دون بلاغاً ضد الساحر!!..
* ثم يأتي ذلك المعتوه ، طارق كجاب، مولولاً من قوات الدعم السريع التي تستخدم السحر فتجعل جنود البرهان يرون خيلاً بيضاء و شياطين و”بعاعيت” في مواجهتهم !!.. ثم يتفضل طبيب البشير بتقديم موعظة للجنود أن يقرأوا سورة البقرة حتى لا يصيبهم سحر الدعم السريع ..!!!.
* و كأن طبيب البشير نسي أن سيده كان يوظف عنده كتيبة من السحرة، تحت قيادة “الساحر الوطني” بلة الغائب، الذي كانت تفتح له أبواب القصر ، و الذي قدم للبشير نبوءاتٍ أطربته ، بدأها في أول عهد البشير بتبشير المخلوع بأنه سيحكم ثماني عشرة سنة ، ثم لما أشرفت السنون الثماني عشرة على الانقضاء بعث البشير قريبه المرحوم كمال حسن بخيت إلى بلة الغائب يسأله في وجل عمَّا سيحدث بعد انقضاء السنوات الثماني عشرة؟ فلم يجد الساحر بلة الغائب بداً من تبشير البشير بأنه قد “غيَّر الأقدار” حبَّاً في البشير ، فجعل فترة حكمه إحدى و ثلاثين سنة و خمسة و عشرين يوماً !!..
* و أدناه يجد القارئ بعضاً من خطرفات قائد سحرة البشير ، بلة الغائب ، في مقتطفات من حوار أجراه بفخرٍ أحد صحافيي المؤتمر الوطني عام 2014 ، و هو الحوار الذي كشف تفاهة صحافة المؤتمر الوطني و تفاهة البشير:
(( هل لا زلت عند قولك بأن البشير سيمتدّ حكمه للسودان أكثر؟
– البشير حيحكم (31) سنة و(25) يوم.
* والانتخابات؟
– الانتخابات حتقوم وحيترشح البشير مرّة أخرى، وحيفوز بفارق كبير، وحيحظى بدعم شعبي هائل.
* .. تبدو غريبة فكرة الـ(25) يوما بعد الـ(31) سنة؟
– الـ(25) يوم محسوبة بعلم الحروف الطالعة ونازلة، وهي تجسد المعنى في قوله تعالى: ” وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ”.
* ممكن تشرح لي أكثر؟
– دا علم لو استفضت معاك فيهو حيقوموا عليه المتسلطين باسم الدين، ويقولوا بلّة مشعوذ ودجال.
– الأحزاب تاني ما بتقوم ليها قايمة في الوقت القريب، وهي مغلوبة على أمرها، لكنها في نفس الوقت هي التي أوردت السودان موارد الهلاك، وهذا الكلام أقوله وأنا مسؤول عنه أمام الله، وأمام الناس، وأمام أسرتي الكريمة. نحن من الاستقلال ما ضقنا عافية، وعايز أسالك؛ هل في يوم من الأيام سمعت بأنّ الصادق المهدي أو الميرغني بنى مدرسة أو جامعة؟ أو حفر بئرا للمساكين؟ أو شيّد مسجدا يعبد فيه الله؟ هذه الأحزاب كانت ابتلاء من الله.
* بما فيها المؤتمر الوطني؟
– المؤتمر الوطني بدون البشير ما عندو قيمة ولا أثر، هو حزب ضعيف يتكئ على جماهيريّة الرئيس، وبرج الأحزاب السودانية الآن مقفول وحيفتح بعد نهاية فترة حكم البشير.
* أنت تؤمن بنظرية المؤامرة؟
– قطع شك.
* إذن من الذي يتآمر على السودان؟
– كل قوى الشر تتآمر على السودان، وعلى البشير، وتريد أن تبعده من الحكم، لكن خاب فألها، وهي استعانت بالجنّ والعالم السفلي لتحقيق رغباتها، لكن هيهات، وحتّى استخبارات الدول الأوروبيّة شغّالة ليل ونهار، واجتهدت تضعف النظام، وتنقلب عليه، ومعاهم معاونين في الداخل كمان.
* معقول؟
– طبعاً طبعاً، وأنا بقولها نصيحة لوجه الله؛ أيّ زول بيفكر يعمل انقلاب لن ينجح، ما لم تكتمل دورة البشير، وبالتالي أفضل المعارضة أن تتصالح مع البشير، وتتعاون معه لخدمة أهل السودان. المسيرة المباركة ماشة بيهم وبغيرهم، ومافي مفر غير أن الصادق المهدي والميرغني يختوا يدهم في يد الرئيس.
* يصعب تصديق أنّ هناك جهات خارجية استعانت بالجن لقلب نظام الحكم؟
– أقول ليك كلام خطير وما كنت عايز أقوله؛ أنا سافرت إلى مصر قبل فترة وفي القاهرة التقيت بسياسيين ورهبان اجتمعوا بي وطلبوا مني أساعدهم في وضع خطة لقلب النظام وحاولوا يغروني بالأموال لدرجة أنهم دفعوا لي (4) مليار دولار.
* وبعدين..هل استلمت الأموال؟
– أبداً.. رفضتها وقلت ليهم دعوتكم باطلة، وسترتد عليكم بإذن الله، وقد علمت بكل مخططاتهم.
* هل أخطرت الحكومة هنا؟
– مجرّد ما عرفتهم عايزين يغروني بالأموال، عملت على إفساد خطتهم ودعواهم، وبعد دا إلا يتسلطوا عليهم بالسم أو بالجن الكافر الذي يتعاملون معه، أو يدّوني صاروخ زي ما كتلوا ليهم كم زول كده بالصواريخ.
* كيف انتهى اجتماعك بهم في القاهرة؟
– قلت ليهم أنا ما ببيع وطني بالقروش، ولو كنت أعلم أنكم ناديتوني للكلام دا ما كنت جيت من الأساس، لن أحقق لكم رغبتكم في الانتقام من النظام، وقد ذكروا لي أنهم نجحوا في تدمير مشروع الجزيرة وبعض الكباري والسكة حديد التي تم تقطيعها الآن لتباع لهم (خردة) و(إسكراب) وحتى الكباري التي شيّدوها يعملون على تدميرها..و..و.
* (مقاطعة).. لكن مشروع الجزيرة معروف الدمّرو منو؟
– هم الذي سهلوا تدمير مشروع الجزيرة بمعاونة البعض في الداخل. .. أنا لفيت مشروع الجزيرة ولقيت كلامهم صاح.. هم شبكة كبيرة في الداخل والخارج، كل ما حصلت مصيبة في البلد بيفرحوا ويحتفلوا وهم يشربون القهوة ويأكلون البيتزا والبيرقر، نحن بلدنا تدمرت بسببهم.
* في حديث بأن بعض الوزراء والاوة استعانوا بالسحر للبقاء في مواقعهم هل الكلام دا صحيح؟
– مؤكد، وأنا بعرفهم واحد واحد، وبعرف الدجالين، والسحر الاستعانوا بيه، حتى يساعدوهم في البقاء في مواقعهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.