فروقات سياسية وعسكرية شاسعة بين قائد جيش علي كرتي برهان وقائد الدعم محمد حمدان دقلو حميدتي …
فالأول هرب من جميع الطرق التي تؤدي لايقاف الحرب ، ودائما يتحدث عن الحسم العسكري ولم يحقق ولو نصرا واحدا بالصدفة ..
في المقابل دوما وابدا يتحدث حميدتي عن السلام لكنه حاسم في القتال ولم يخسر أي معركة إطلاقا …
وعندما كان الفلول يلاوون الله في مشيئه ويؤكدون في كل لحظة وحين موت حميدتي كان الرجل يدير معاركه من قلب الخرطوم ويحقق الانتصار تلو الانتصار ويخرج المزيد من القوات … تركهم يكذبون وكانت ردوده انتصارات متتالية لا تستقيم ابدا مع فكرة غيابه الابدي ..
فالموت لا يأتي بالامنيات لانه امر من الله ….
سلك برهان جميع طرق استمرار الحرب والحسم العسكري
بعد هروبه من البدروم لم يترك بابا إلا وطرقه وزار كل الدول لم يتحدث عن السلام أبدا
ذهب حتي الامم المتحدة وكل كلامه كان عن ضرورة حسم حميدتي …وبالتأكيد في كل زياراته كان هدفه فقط السلاح والتسليح خمسة أشهر منذ خروج البرهان من البدروم ولم تتغير معادلة الحرب . هزائم في كل الاتجاهات تلاحق البرهان بل إن الوضع كان أفضل للجيش عندما كان هذا البرهان في البدروم لانه وقتها لم يفقد زالنجي والجنينة ونيالا والجزيرة وهذا يبين مدي فشل جولات برهان الخارجية …إنه لم يفعل شيئا غير إنه قام بتوريط المواطنين بصورة أعمق بعد نداءاته باستنفارهم تحت دعاوي اغتصابهم وسرقة ممتلكاتهم والرجل قام باطلاق سراح جميع السجناء في السودان وفشل في تأمين مواطن واحد .. وتتبلور المسخرة في أسوأ صورها وهو يقوم بتسليح العجزة والمسنين والاطفال !!!..
هذا التصرف بالتأكيد يؤكد أن الجيش لا وجود له الآن وتم تشييعه إلى مثواه الأخير ….
والناظر إلى الخطوات التي يقوم بها حميدتي الآن يجدها أكثر قسوة على البرهان وجيشه من الهزائم التي ألحقها بهم الرجل في المواجهات العسكرية
حميدتي الآن يتحرك كرجل سياسي ينتزع ما تبقي من شرعية جيش علي كرتي باحترافية ودقة وتوفيق منقطع النظير …
إعلان مذكرة أديس أبابا بين الدعم السريع وتقدم هي بمثابة تحرير شهادة وفاة للجيش وهي غطاء سياسي واعتراف كامل وتفهم للقوة السياسية بجدية الدعم السريع في إيقاف الحرب والذهاب إلى التحول المدني وهذا الأمر سيضع المجتمع الدولي في مواجهة حاسمة مع جيش علي كرتي …
في حالة استمرار تعنت البرهان وعدم جنوحه للسلم ..سيفقد الجيش جميع مقراته بما فيها بورتسودان في غضون أيام فقط
فحميدتي الذي لم يبارح الخرطوم طيلة تسعة أشهر وحقق كل هذه الانتصارات ، هل يظن عاقل أن خروجه لكل هذه الدول وكل هذه الحفاوة التي استقبل بها هي مجرد رحلات للنزهة والترويح ؟؟
القادم أسوأ ما يمكن تصوره لجيش علي كرتي إن لم يجنح للسلم ..