من يلقي نظرة عابرة لتاريخ برهان ..أو يتمعن في تصرفاته منذ أن أصبح رئيسا لمجلس السيادة وقائدا للجيش ..سيجد النتائج الماثلة أمامنا من خراب ودمار وحرب نتيجة متوافقة تماما مع شخصية الرجل ومع ما فعله من اجل تخريب الثورة ومن ثم العودة لحكم العسكر والكيزان .. كل الذين أتيحت لهم معرفة الجنرال عن قرب أجمعوا على أنه شخصية لا يمكن لها أن تكون قيادية فهو يجمع جميع النقائض .. الجميع اتفق على ان الرجل يفتقر إلى الحكمة والحصافة والوضوح والصدق و أنه يقول ما لا يفعل وليس صبورا على المكاره ، وسريع الغضب، و رغم أنه رئيس إلا إنه تحركه و تؤثر في قراراته الأحقاد الشخصية ..و إنه يظهر ما يجب إخفاؤه ويخفي ما يجب إظهاره، وإنه مراوغ إلى أبعد الحدود في اللا شيء ..
و الرجل لم يترك شيئا إلا و فعله من أجل إفشال و تخريب ثورة ديسمبر . لقد أعيينا القاريء من كثرة ترديدنا ما قام به برهان .. لكن ما لم نذكره أن الرجل ظن أن كل شيء يمكن حسمه بالسلاح كما قالت مناصرته “القونة” ميادة ..لكن هذه الحرب أكدت تماما أن الحالة السودانية بثورتها الباذخة لا يمكن إطلاقا أن تحسم أي معركة في وطننا بالسلاح ..
هذه الهزائم التي لم يتعرض لمثلها فريق في الدنيا وتلقاها برهان هي عواقب تخريب ثورة ديسمبر وخيانة دم الشهداء ..
أريد أن أسألكم سؤالا بهدوء و أظن الكثيرين لم يفكروا فيه من قبل:
– هل إذا كانت حكومة الثورة بقيادة حمدوك موجودة …هل كان لهذه الحرب أن تقوم ؟؟؟
نفترض أن هذه الحرب قامت في ظل وجود حكومة حمدوك وهذا ما لا يمكن أبدا، لكننا سنفترض، هل كانت وضعية الجيش ستكون بهذا الحال والثورة ملتفة حول جيشها هل كان الدعم السريع سيجد كل هذا التأييد الخارجي والحياد الداخلي؟؟.
غير ذلك، في وجود حكومة الثورة هذه الحرب ما كان لها أن تشتعل أبدا ….
إن برهان استبدل ثورتنا ودماء شهدائنا وحكومتنا بكل علاتها ، استبدلها بالحركة الاسلامية ومطامعه الشخصية ظانا أنه يستطيع حسم كل شيء بالبندقية …ثم اتضح أنه لا يملك بندقية أصلا!!! …
لجنة إزالة التمكين التي كانت لا تملك أي سلاح ما عدا بضعة رجال شرطة وعشرين مترا “غرفة حراسة” استطاعت مطاردة الكيزان جحرا جحرا، وفرقت شملهم فهربوا اجمعين “بالقبل الاربعة” والناجي منهم كان هو السعيد ، حققت لجنة إزالة التمكين كل هذا بالسند الشعبي وليس بقوة السلاح، وبرهان يظن أن كل شيء يحسم بالسلاح ..
الآن مكن برهان الكيزان من الوطن و من نفسه فأشعلوا الحرب و أحرقوا الوطن واستصحبوا معهم العنصريين والمغفلين والمغيبين وسلبوا منه حتي إمكانية إيقاف الحرب، وهو الآن حقيقة لا يملك قرار إيقاف الحرب … قلت لأحد الذين أعرفهم و أعرف جذورهم و تاريخهم في الاسلامية جيدا، قلت له:
– لماذا تصر على خوض الحرب ولماذا تريد الموت من أجل برهان ؟؟..
اجابني بكل برود فهالتني الاجابة :
– و ما دخل برهان بهذه الحرب … ؟!!!!
ما أريد تأكيده هو هذا العبث الحقيقي، وللأسف هذه الكلمة التي ظل يستخدمها الكل وصفا لهذه الحرب هذه الكلمة صدرت عن برهان شخصيا عندما كان يختبيء داخل البدروم واطلقها في اليوم الرابع من حربه اللعينة …وصفها بالعبث والآن ما تزال مستمرة لثمانية أشهر ولم تلح في الأفق بارقة أمل واحدة لإيقافها أو حتى مجرد إحساس بقرب نهايتها!!..
نحن الآن نقولها بوضوح ، العبث الحقيقي الذي يحدث الآن هو البحث عن سلام أو البحث عن إيقاف الحرب في ظل وجود هذا البرهان ….
الخطوة الحقيقية نحو إيقاف الحرب واستعادة السلام تبدأ بإبعاد هذا الرجل
وهذا والله أرحم للمؤسسة العسكرية أولا لأن وضعها الآن يمكن أن يكون أبعد من الاحتضار اذا وجد …