منذ اتفاقية ابوجا في 2006 التي دخل بموجبها مناوي في اتفاق مع حكومة البشير وحتي خروجه وتمرده مرة ثانية ثم دخوله مرة أخرى عبر بوابة اتفاق سلام جوبا بعد ثورة ديسمبر ..ظل مناوي يقدم اسوأ نموذج للعمل النضالي و السياسي …
اتفاق مناوي الأول مع حكومة الحركة الاسلامية بقيادة البشير في 2006 ..كان ضربا من المسخرة واللعب والعبث، فالرجل رغم رفض حركتا العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور لاتفاق ابوجا باعتباره اتفاقا يمثل واجهة من واجهات لولوة الحركة الاسلامية من أجل تدجين الحركات والعمل علي تفتيتها من خلال الاتفاقات .. شق مناوي صف الحركات وأصر على توقيع اتفاق سلام مع حكومة الحركة الإسلامية ليكون بذلك أضعف الموقف النضالي للحركات و أدخل نفسه في عش الدبابير !!..
بعد إتفاقه ودخوله كمساعد للبشير ..واجه مناوي محنة أنه غير قادر حتى على مساعدة نفسه ..لا يُسأل ولا يُستشار وليست له أية مهام!!.. لعب به الإخوان وجعلوا منه مادة للسخرية والتندر ..
وواصلوا التندر بالرجل حتى قالوا إنه لا يعرف حتي “المايكات” ..في أحد اللقاءات الصحافية في مدينة الفاشر نظموا له مؤتمرا صحافيا لشرح أهداف ومرامي اتفاق سلام جوبا الذي وقعه، فلما جاء إلى قاعة المؤتمر، وجد كالعادة عددا من ” المايكات “القنوات الفضائية فأخذ الرجل يقبض المايك تلو الآخر ويسأل (دا شنو ..ودا شنوو ..ودا شنوو) !!..
ظل الرجل يدور حول نفسه و بلغت به المهانة أنه بات لا يسمح له بمقابلة أي مسؤول حتى و لو كان معتمد محلية !!، فقال قولته الشهيرة: إنني لا أساوي “مساعد” حلة..!!.. و عاد إلى التمرد مرة أخرى …
عادت به اتفاقية جوبا للسلام مرة أخرى معززا و مكرما، وحاكما لأكبر أقاليم السودان ان لم يكن أفريقيا ، فهل إتعظ الرجل وهل إستفاد من تجربته السابقة.. ؟؟ لا وألف لا..
قام بمعاداة الثورة (التى جاءت به) وإتخذ البرهان بديلا للبشير وإرتمى في حضنه وحضن الكيزان مرة أخرى ..وأخذ يتحدث عن الظلم وهو حاكم لأكبر اقليم وله ثلاثة وزراء في حكومة الثورة منها وزارة ( الذهب ) نسى كل هذا وإصطف مع الذين عملوا على تقويض حكومة حمدوك وناصبها العداء المطلق وإتهم أحزابها بانها اربعة طويلة وشد من أزر البرهان وهو يغلق الميناء وينظم اعتصام الموز ثم يقوم بانقلابه في 25 اكتوبر ليكون مناوي ألعوبة في يد البرهان .
لم يتخذ أي موقف من أجل السلام والتحول الديمقراطي ولم يكن له أي تأثير في المشهد السياسي ولم يضع الجيش له أي اعتبار أو حساب !!.. حتى الحرب سمعها مناوي مع العامة. والآن تمت جرجرته ليعلن انضمامه، بعد ثمانية أشهر لأحد طرفي الصراع … و المعلوم أن حركة مناوي خالية تماما من ذوي الخبرة والمعرفة، سياسية كانت هذه الخبرة أو اقتصادية أو أمنية أو إدارية !! .. لا يوجد شخص واحد داخل هذه الحركة يمكن أن يوصف بأنه ذو خبرة أو معرفة ، لأن الكل انفض من حوله وعاد أدراجه.. إن اكثر الناس معرفة ودراية بحركة مناوي لا يستطيعون ذكر شخصين فقط قياديين من حركة مناوي ..
تقزمت الحركة وانحصرت في شخص يقول عنه خصومه إنه لا يعتد بكلامه .. والآن يقود مناوي حركته لإشعال دارفور بصورة أكثر بشاعة من مأساتها في 2003 بعد أن ورطه الكوز جبريل المعزول الذي لا يمتلك أي مقاتلين أو قوة و حتى حرسه الخاص من البرهان ..ورطه ليخوض حربا خسرها برهان منذ شهور …لكن مناوي كالعادة ينفذ مخططات الكيزان دون ان يعي .