الطاهر أبو جوهرة يكتب: حميدتي .. في حضرة النظام البائد

سؤال إستهلالي مهم .. هل القضية التي تثير كل هذه الزوابع حول قائد الدعم السريع محورها الدمج والتسريح .. أم إن الامر يحتوي أبعاد أخرى عند البعض خاصة الذين يهاجمون الرجل .. ثم .. ثمة سؤال آخر هل إعترض الرجل على عملية دمج جيشه في القوات المسلحة فرفض ومنها إنطلقت المنصات ترمي بشرر القتل بكل أصنافه ؟ .. اذا كانت القضية تتعلق بالدمج فإن الرجل لم يعترض على ذلك ، بل قال إنهم سيخرجون كعسكر من المشهد السياسي مجرد تشكيل حكومة وطنية .. بينما قال رصيفه البرهان إن الجيش سيخرج من العملية السياسية حالة إتفاق القوى السياسية على تشكيل حكومة غير حزبية .. فمن الذي يضمر المماطلة حميدتي أم البرهان ؟ وبعدها يمكن ان نسأل مرة أخرى من يستحق الهجوم .. البرهان يلتقي بإسرائيل ويعلن التطبيع ويفتح صالة كبار الزوار لوزير خارجية الكيان الصهيوني وووو ولكن لا أحد يهاجمه من إعلام المركز ..!!؟ كثيرا سألنا أنفسنا كيف يكون الحال اذا فعل حميدتي مافعله البرهان خاصة فيما يتعلق بملف التطبيع ؟! إذن المعركة أسبابها ظاهرة .. رجل من الهامش يملك المال ، ويجلس في المقدمة ، ويتطلع بان يكون الرجل الاول ، ويرفض بان يكون قطعة شطرنج .. فهذه المواصفات عند لجنة الاختيار الخاصة غير مألوفة طوال فترة حكم السودان منذ الاستقلال .. وعلية فالتكسر النصال على النصال ولو وصلت البلاد الي مربع اللا أمان .. آه .. إنتبهوا .. نحن نبحث عن كيفية الخروج من عنق زجاجة الداء .. ونحن أيضا وفقا لمجريات أحداث الواقع محتاجون لترسيخ بعض القيم ، فهدفنا الاساسي في هذه الحياة مساعدة الآخرين ، فان لم تستطع مساعدتهم فلاتؤذيهم ، فمن ينقل مثل هذه المعارف للطائشين الذين في غيهم يعمهون ؟ نموزج الذين اذا أساء الناس أساءوا ولايسألون لماذا ، وهذا مانشاهده الان ، فالبعض وجد الناس في الوسائط يهاجمون الرجل فقال أنا معهم هكذا صار البعض يحددون مسار خياراتهم .. بالضبط الحياة مفعمة بالتجارب .. تأكيداََ .. من لم يتعظ بالتجربة عليه تحضير الكفن ، فهو المرافق الوحيد الذي يلتصق بصاحبه ويدخل معه القبر ويجالسه ويحضر معه مشاوير التحلل والتعفُن الي العظام النّخرة ، فثمة أناس يلعبون هذا الدور مستعدون الإلتصاق باسيادهم بلا مراجعة متهيؤون لالحاق الاذى باي آدمي مجرد إشارة من السيد .. وهكذا .. نشاهد دائما موجات من الهجوم على شبكات التواصل بلا رادع ووازع .. مطلوب.. الذي يريد دخول ملعب السياسة عليه أن يكون كبيراََ تاماََ ، صحيح ليس هناك إنسان مكتمل فالهنات موجودة في الجميع ولكن يجب أن يحاول المرء بان يحلق في الحد الاخلاقي المناسب وهكذا يتطلب مِن منْ يريد أن يمارس السياسة أن يؤمن بهذه الاشياء .. دعونا نأخذ وقفة وإسترخاء مصحوب بغمض العينين لا للنوم بل للتأمل ثم نفيق .. ننظر للساحة .. ثمة صراخ موحد يتهادى مع الشريط .. حميدتي .. حميدتي .. هجوم لامبرر له والهدف سخيف جدا .. نعم .. قلنا سخيف جدا وبشكل واضح .. ولكن .. من يرغب أن يصبح قائدا يجب ان يتعلم ألا يخاف من السخافات وهكذا ينبقي أن تؤخذ الاشياء .. .. آه .. إنهم يجهلون ويتجاهلون وعلى إصرار مدفوع الثمن يمضون .. يقول الراوي : كل من يريد إن يعالج راهن الازمة فاليقيِّم موقف المُعالِج ما بعد الثورة .. فلا مقارنة بين مواقف قائد قوات الدعم السريع قبل الثورة وبعدها .. تمام .. منطقي جدا اذا كان المرء يرغب في فهم الحياة الي الوراء ، ولكن يجب أن يعيشها الي الامام وهذا مافعله بالكاد قائد الدعم السريع بعد الثورة فلم يلتفت للوراء ، غير ان ثمة فئات تعودوا أن يعيشوها الى الوراء دائما ، وهم أهل الامتيازات التاريخية الذين يهاجمون الفريق حميدتي الان .. آآخ .. لعن الله الجهوية والقبلية والمناطقية والعنصرية والذين فسدوا وأفسدوا .. فالثورة جاءت من أجل خلق تحولات وتصحيح أخطاء جثت ، فالرجل فعل مايمكن ان يوصف بالمواقف التاريخية .. أهمها .. أوقف الحرب في دارفور عبر سلام جوبا وهذا وحده يكفي .. صحيح .. قد يقول قائل ان القتل في دارفور لم يقف حتى بعد توقيع سلام جوبا ، والغريب في الامر الذين يقولون ذلك هم أنصار وإعلاميو المؤتمر الوطني أو قل الفلول، هم الذين عاشت دارفور في ساعة حكمهم أسوأ أنواع العذاب .. من يشرح للناس بان هناك فرق بين ان توقف حرب رسمية أستخدم فيها كل شئ وبين ان توقف الاقتتالات القبلية ، فالاخيرة هذه مرتبطة بالتاريخ البعيد والطبيعة والارض ولكن ؟!! من السهل جدا أن تصنع إشتباكات قبلية ، ولكن ليس بالميسور أن تصنع حركة مسلحة لها قضية وأتباع لحد الانتحار فتصنع معها توافق وتوقع معها سلام فذلك يحتاج لانفاس معقدة .. وهكذا .. كان من السهل جدا بعد التوقيع على إتفاق سلام جوبا أن تتفجر الاشتباكات القبلية من بورتسودان الي الجنينة ، فسرها قائد الدعم السريع بان من خلفها أصحاب النظام البائد المؤتمر الوطني وهذا بداية ضرب الاسفين بين الوطني والفريق حميدتي .. الان .. يواجه الرجل حملة إعلامية شرسة ، معروفة اللون والرائحة والطعم ، والسبب لانه إتهم أنصار المؤتمر الوطني بالعمل على إيقاع الفتنة بين الدعم السريع والجيش ثم حذرهم من الاقتراب من القوات المسلحة وهنا جنّ جنونهم .. ولم لا طالما هم يفكرون للعودة عبر كباري القوات المسلحة ، والفريق حميدتي بتصريحه يكون أبطل المفعول وحرك قرون إستشعار الغافلين وضرب الخطة في مقتل ، وهكذا يكون أصبح حجر عسرة .. صحيح الكثيرون ركبوا قطار الاساءة لسلام جوبا خوفا ورعبا لسبب واحد هل تعلمونه ؟ .. هو .. الاتفاق يتحدث عن دخول الكلية الحربية وفقا للنسب السكانية للولايات وهنا مربط الحرج .. كيف؟ .. الاجابة الذي ظل يحكم السودان منذ الاستقلال هو الكلية الحربية .. إذن حميدتي وضع الملح على الجرح وقنن المسكوت عنه .. ثمة سؤال ظل يعتمل ، لماذا كثُر الحديث والاستعجال في دمج الدعم السريع خلاف الحركات المسلحة التي تنتظر الترتيبات الامنية لسلام جوبا ؟! رغم إن الدعم السريع له تاريخ مع الجيش وسيرة ، الاجابة واضحة إن قائد الدعم السريع صار مستقلا برايه وهو الرجل الثاني في الدولة ، والذين يعتقدون إنهم خلقوا ليقودوا لم يتعودوا لرجل من هناك يجلس في هذا المرتقى بان يكون له راي مخالف وتطلع وشخصية .. هذا هو بيت القصيد بلا تغبيش .. أزمتنا السياسية إننا تربينا على طعن تاريخنا الذي نفتخر به في مقتل ومن أجل ذات التغبيش ، وإلا لماذا هدمت مدرسة على عبداللطيف وأهمل شارعه وأين عبدالفضيل الماظ الذي إستشهد حاضناََ رشاشه ، أين أمثال هؤلاء فلخيوط الازمة حبال وصل .. إنتبه .. هنا الخطر .. ونعني المسارعة في إفراغ أو تهميش قائد الدعم السريع ، فهناك من يرى إن الهجمة التي تسير اعلاميا ضد الرجل يجب أن لاتقف إلا عند إبعاده من المسرح أو المقدمة ، والكل يسأل لم كل هذا حتى هو نفسه يطرح هذا السؤال عندما يقول ياجماعة نحنا عملنا شنو ؟ وزنبنا شنو ؟! فالشعار الراهن إن حملة الهجوم لن تقف الذين يفكرون بهذا المنحى فات عليهم ان ذهب الرجل فالدعم السريع صار فكرة عند الشباب الان خاصة في الهامش ، بل موضة ومحل فخر بالتحديد في مناطق النزاعات حيث ظل الدعم السريع هو الحاضر في ساحة إيقاف التطاحن القبلي عندما تقاعست أو إنسحبت القوات الامنية الاخرى من مواقع الاحداث سواء في النيل الازرق أو بورتسودان أو دارفور فهناك ( الناس أصحاب الوجعة ) يعرفون شيئا إسمه الدعم السريع فقط لانهم ساعة الابتلاء لم يجدوا الا هو .. وعليه .. فمن الصعب أن تنمحي فكرته بمجرد دمجه وهذه هي الورطة التي لم ينتبه لها الذين يعادون قائد الدعم .. ثمة سؤال مهم لم يقف عنده الذين يعادون الدعم السريع بشكله الراهن خاصة مابعد الثورة هل الجيش الان بتوليفته الراهنة لايحتاج لقوات الدعم السريع وهو يواجه توترات بالفشقة وبؤر أخرى مازالت ملتهبة ؟؟ لا نشك في مقدرات القوات المسلحة ولكنها محتاجة لساعد الدعم السريع بل لسواعد الحركات المسلحة التي وقعت على السلام .. نعم .. الان نحن محتاجون لعقول تؤمن بان كل من يحمل الرقم الوطني السوداني من حقه ان يصبح رئيسا ووزيرا وضابطا ويرتقي عبر المصاعد طالما إستوفى شروط الوظيفة بعيدا عن المعايير الضيقة والاحتكارية السالبة التي أقعدت البلاد .. هناك من يعتقد إن الوظائف العليا بالبلاد إرث يورث وإن كل المواقع السامية تعتبر مناطق عسكرية فيها ممنوع الاقتراب والتصوير وهذا سبب المواجع والتمرد والحروب .. نحن محتاجون ان نحلق حول ضمائر في حالة إستدراك دائما بلا رجعة ضمائر تؤمن بان السودان للجميع .. صحيح .. حالة الاقصاء والرفض للآخر التي نعيشها زرعها الاستعمار كبذرة في قلوب البعض عندما سلمهم مفاصل البلاد عن قصد ليس حبا أو مكافأة بل ليعود لاحقا ليحصد مازرع ، والبعض عبر ملزات إدمان التكويش آمن بالفكرة وهكذا إعتقد إن بعض المناطق المدنية تعيش روح عسكرية صرفة ممنوع الاقتراب والتصوير مرة أخرى .. فالنذاكر المشهد بدقة على أمل الجلوس للامتحان الصعب في حضرة الوطن الذي صار من زوي الاحتيجات الخاصة بسبب النزوات الشيطانية التي خصصت لمهاجمة اردول والتعايشي وجبريل ومناوي وحميدتي كلما قال أحدهم إنه يتطلع لسودان تتوفر فيه العدالة والمساواة وتتوحد فيه المعايير حول ميزان التقوى والكفاءة .. نعم .. لابد من الجلوس للامتحان .. إمتحان يحتاج لارواح تؤمن بتشاطر النبقة ، تتزين بالرواقة والتهدئة والانصياع والإلتزام ، فالاشياء تجري بإيقاع مزعج وبعض الاجابات حتمية لامفر منها .. بمعنى .. لا تكتب داخل هذا المستطيل .. نواصل
ودق :
لما تصايحت الجموع
تنهنه القلب الصديع
قالوا الخضوع سياسة
فاليبدأ منك لهم خضوع
رعد :
عيونك تخونك
لانك أناني
داير تكوش .. ولافرصة تاني
تعيش الاماني
وتلاقي التهاني
وترقد مضمخ كأنك عريس
حياتك قصر
في ظل التمُر
حولك قلوب
تعيش النزوح
تردد نشيد عنوانو الصبر
آآخ ياجنا
أظنك مشمِّر وواقف قنا
عرض وطول
تظاهر في شارعك
لمنع الفلول
ودق الطبول .. بلا إحترام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.