د.اسامة محمد جمعة يكتب.. ساعتان في ديوان الشيخ الجد ومسيده
في يوم الاربعاء الماضي ذهبت في مهمه خاصه الى ام ضوابان لمقابلة الڜيخ الوقور الطيب الجد رئيس مبادرة نداء أهل السودان للتوافق الوطني ولم يدر في مخيلتي أن أكتب شيئاً عن هذه الزيارة لولا مقالا استفزني كتبه الصحفي مرتضى الغالي وعبأه بالسخرية والتقليل من شخصية ابونا الشيخ الجد مدعيا في مقاله أن الشيخ الوقور جاهل بالشأن العام ولا يعرف ڜيئا عن عن مبادرته ولايكاد يعلم ڜيئا عن أي شئ ومتهما الإنقاذ بأنها هبطت بالعوالي وارتفعت بنقيضها ولولا ذلك ( كما زعم) لن يصل الشيخ إلى مرتبة عليا في المحكمة العليا. انا أجزم أن هذا المرتضى الغالي لم يزر يوماً واحداً مسيد ابونا الشيخ الجد ولم يقابله ولكنه اكتفى بمقالات الجاهلين وأعداء النجاح وخاض في غيه مع الخائضين الذين يزينون القول بالباطل ولا يحسنون صنعا. قد يجهل الكاتب السادر في سخريته أن ابونا الشيخ الطيب الجد يمتلك مفاتيح اللغتين العربية والإنجليزية ولكنه يتحدث بلغة يفهمها الجميع ويعرف عن الشأن العام مالا يعرفه الذين يدعون الريادة في عالم السياسه ولو لم يفهم ولا يعرف ڜيئا عن مبادرته لما استطاع تقديمها ولما وجدت هذا القبول العريض. لقد قابلت الشيخ الوقور في ديوانه مرتين بعد صلاة الظهر وبعد صلاة العصر فوجدته شيخا وقاضيا وطبيبا مداويا ومصلحا اجتماعياً وراعيا للشئون الإنسانية واشهد الله لقد لقد اذهلني ما رأيت وتحدثت الي مدير المركز الاعلامي للمبادرة وقلت كيف يستطيع الشيخ أن يقوم بكل هذا وقد بلغ التسعين من عمره فقال هكذا يفعل يوميا. عندما دخلت عليه في ديوانه وجدته يطالع في جريدة الانتباهة وبعد أن أكمل المقالات التي كان يطالعها ألتفت إلى أصحاب الحاجات وهم كثر فوجه شخصاً منهم إلي ديوان الذكاه بعد أن علق على خطابه ثم وجه آخر إلى شخص يبدو أنه من معارفه ليعطيه (العيش) وكتب لآخر روشته دواء لشرائها من محل العقاقير ونصح امرأة بأن لا تفارق المشفي لما علم بأنها تتلقى علاجها هناك ودعا لآخرين بالهدي والصحة والعافية واستشاره اخر في قضية أمام المحاكم فاشاره . ونحن أيضا جئنا لزيارته لبعض الأمور السياسية فاستمع إلينا. لقد كان الديوان مليئا بالزوار لكنه استطاع بكل بشاشة وحكمة أن يقضي لكل زائر حاجته وكان يأمر الذين يعملون في خدمته باصطحاب زواره لاكرامهم واطعامهم. كل هذا واكثر لقد شاهدته خلال الساعتين اللتين قضيتهما في المسيد وأنا أجزم أن ما يقوم به أبونا الشيخ من رعاية وإصلاح وعلاج لايقل عن ما يقوم به وزراء العدل والرعاية الاجتماعية والصحة والأوقاف. نقول للأخ الغالي من هنا سوف يحكم السودان وقد كان لهؤلاء الابرار تجارب ناجحة في حكم السودان فقد استعانت التجربة الإسلامية الأولى في سنار بهؤلاء المشايخ وقامت التجربة الإسلامية الثانية في المهدية على أكتاف هؤلاء المشايخ وحتى التجربة الاسلاميه الثالثة التي قامت بها الحركة الإسلامية لولا انحياز بعض هؤلاء الابرار وأتباعهم لها لسقطت في سنواتها الاوائل لذلك فإن رجال الدين في السودان لا يمكن تجاوزهم في المعادلة السياسية.