د.بخيت مريسيل: جرد وتقييم لعام ٢٠٢٢م
جرد َوتقيم لعام 2022
مضي عام 2022 واتي عام 2023 نسال الله ان يكون عام استقرار في المناحي، الاقتصادية والسياسة والاجتماعية والامنية،،
وكالعادة والمالوف ان اي تاجر أو مؤسسة مالية تعمل جرد حساب لمعرفة وضعها المالي سواء كان ربحا او خساره أو َمحافظة علي وضعها المالية كما هو، وذلك لتجويد ادائها ولتصحيح مسارها في المستقبل، برسم سياسات وإجراءات جديدة، وبفس النسق تعمل وزارة المالية بوضع ميزانية العام المقبل واجازتها عبر مجلس الوزراء، وكل انظار المهتمين بالشأن تركز علي اداء المالية، متناسين ان هنالك محاور اخري يجب ان تجد نفس هذا الاهتمام، و ضمن تلك المحار : الاستقرار السياسي للدولة ، والمعني بجرد الحساب هم القادة السياسين، و الأحزاب ومنظمات المجتع المدني، فيجب ان يخبرونا عن انجازاتهم تجاه الوطن خلال فترة العام المنتهي 2022،
من حيث معاش الناس، التعليم،الصحة، الأمن، التنمية،
فمعاش الناس من خلال المعايشة المرئية حدث ولا حرج، فمعظم السودانين الآن يعيشون تحت خط الفقر و خـط الفـقـر هو أدنى مستوى من الدخل يحتاجه المرء أو الأسرة حتى يكون بإمكانه الحصول على مستوى معيشي ملائم في بلدٍ ما. لكن نحن هنا في السودان تجاوزنا هذا المصطلح الي الفقر المدقع وهو مستوى من الفقر يتمثّل بالعجز عن توفير تكاليف المتطلبات الدنيا الضرورية من حيث المأكل والملبس والرعاية الصحية والمسكن، فاذا تناولنا التعليم بين الأمس واليوم نجده تردي بطريقة مروعة فمعظم المدارس مترهلة ومهدمة بسبب الكوارث والأمطار والإهمال من الدولة اضف إلى ذلك الاحتجاجات والاضرابات السياسية المتدثرة في المطالب والمتكررة من قبل المعلمين هي الأخرى اسهمت في سوء الأحوال التعليمية،،،
وينعكس نفس التدهور علي محور الصحة حيث نجد ارتفاع أسعار فواتير العلاج والفحوصات الروتينية والعمليات الجراحية والولادة الطبيعية والقيصرية ورسوم التنويم والانعاش، وهجرة الكادر الصحي، واضرابات الأطباء السياسية تحت غطاء المطالبة بالحقوق واسباب أخرى كثيرة جعلت المواطنين البسيطاء يستغنون عن المستشفيات ويفضلون الموت في البيوت.
اما جانب الأمن وهو الأهم رغم ان الدولة بجيوشها المتعددة من حركات ودعم سريع وشرطة وامن وجيش، ورغم الصرف والاهتمام البالغ تجاه هذه الجيوش الا أن السيولة الأمنية هي سيدة الموقف علي كل الأصعدة، صراعات قبلية في أطراف السودان وتسعة طويلة داخل العاصمة ونهب مسلح متطور عبر العربات وكروزرات، كلها تنهش في جسم المواطن البسيط المهموم بتوفير لقمة العيش والذي علق امالا عراضا في سلام جوبا الذي سيسدل الستار علي حقبة من الحروب، والقتل والسلب والنهب والحرق ولكن تفاجأ بميلاد حركات ومجَموعات جديدة تحمل السلاح حتي في وسط عاصمة البلاد، الأمر الذي ادخل الياس والبؤس في نفسه،
فمطلوب من قادة البلاد السياسين والعسكرين ان يكونوا وطنين أو علي الاقل التشبة بالوطنية، وان يتفقوا علي الحد الأدنى لخروج البلاد من النفق المظلم، وان يتبنوا مبادرة وطنية سودانية خالصة بعيدا عن المحاور الخارجية، فكل الدول تعمل من أجل مصالح شعوبها سوا في الداخل أو الخارج، لذلك علي سياسي بلادي ان يخرجوا من المراهقة الصبيانية السياسية، ومن عباءة الاعتماد علي الحلول الخارجية لأزمة البلاد ، وان يضعوا مصالح وطنهم نصب اعينهم ليروا العام 2023
بمنظار جديد معياره المسؤولية والمصداقية .،،