أمين محمد يونس: حراك أم دخن وسرطان الإدارة الأهلية

أمين محمد يونس: حراك أم دخن وسرطان الإدارة الأهلية

كتبتُ من قبل عن محلية أم دخن عن جغرافيتها المميزة ونشاطها الإقتصادي وطبيعة مجتمعها الطيب، المتعايش والمتماسك

ما زالت ثورة مجتمع أم دخن المطلبية مستمرة، وكل العراقيل التي تواجهها ما هي إلا وقوداً يزيدها إشتعالاً وتماسكاً،

في مطلع نوفمبر المنصرم شكّل والي وسط دارفور المكلف لجنة مشتركة تضمنت قيادات الولاية وأعيان المجتمع المحلي للولاية وبعثتهم إلى حاضرة المحلية لمخاطبة الإعتصام القوي بأحقية مطالبه وبإرادة شعبية عظيمة، و من أبرز المطالب تقديم الخدمات الانسانية الضرورية لإنسان المحلية

ثم إقالة مدير ديوان الزكاة و المدير التنفيذي للمحلية و مفوض العون الإنساني ولم تكن المطالب صبيانية بل كانت مدعومة بمبررات قوية أثبتت عجز المذكورين عن القيام بواجباتهم تجاه المواطن كما أسلفتُ في منشورٍ سابق، أخذت اللجنة المكلفة قائمة المطالب و وعدت بتنفيذها على الفور دون تردد ولكن وبكل أسف تقدمت جهة أهليه متمثلة في مجلس شورى وشباب بخطاب للوالي تطالب فيه بالتراجع عن الإقالات أو التنقلات الواردة في مطلب الإعتصام وأعتبرت أن ممثلي المناصب المذكورة ينتسبون إليها عرقياً أو إثنياً في بيان قُوبل بإستنكار واسع و هددوا الوالي بأن يختار القبيلة أو مطالب الشعب، لكن و بكل أسف استجاب الوالي إلى القبيلة الرافضة كما أن الطعنة الأخرى التي أصابت أبناء المحلية جاءت من مكون الإدارة الأهلية التي جمعت رجال الإدارة الأهلية بصورة دكتاتورية أجبروهم على مقاطعة الحراك الثوري للشباب و مهروا الأوراق بتوقيعات يائسة توثق خيبتهم وفشلهم. وبتوقعهم على التنصل عن الحراك الشعبي فإنهم تنصلوا عن المبادئ والقيم والأخلاق بل تنصلوا عن حريتهم كما يُباع شرف الجواري في سوق النخاسة

النظام الأهلي كان وما زال واحداً من أهم أسباب صراع السودان ومن أبرز العراقيل التي أقعدت الدولة عن فرض هيبتها وتطوير مناطقها ذات السيادة القبيلة، الإدارة الأهلية ما زالت في عقليتها القديمة التي ترى أن للعمدة صلاحية المحافظ أو المعتمد وأن للناظر و الشرتاي صلاحية تعلو صلاحية والي الولاية

لقد إختلف العهد وهم في غفلتهم يعمهون، لم يكونوا مدركين أن الذي يربط رجل الإدارة الأهلية بالمواطن العادي فقط الجيرة أو الخوة أو فارق العمر. يريد الشعب السوداني التحرر من العقول الجامدة عن التفكير والأيدي الممدودة للتكسب والقلوب الضعيفة التي تدين للقبيلة والعرق والجغرافيا…

“تشي جيفارا” ناضل وكافح لأجل مجتمعه

فلِأجلهم ارتاد السهول والأدغال وجاع ومرض وحُبس وطُورِد و هُدر دمه، وفي الآخر ابلغ عن مخبئه مواطن راعي غنم ولما سألوه لماذا تسببت في مقتل من ينضال لأجلكم؟ أجاب بكل برود قائلاً: إنه يروع غنمي. هذا نموذج للذين لا يعرفون النضال ولا يعرفون حقوقهم ولا يعرفون طعم الحرية ولا تهمهم سوى بطونهم وعرض الدنيا الزائل

.. أكد المحتجون أن القادم سيكون أقوى وأن الأيام حُبلى بالمفاجآت وأن التاريخ لا يرحم و أن الأحبار الضالة التي مهروا بها ورقة “الوكيل” ستكون شاهداً على ما قدموه لمستقبل أيامهم وأنهم على الطريق سائرون وأن قطار تطلعاتهم سيدهس كل المطبات ولا ينتظر من تخلف بينما لم تزل فرصة اللحاق بالركب متاحة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.