د.أسامة محمد جمعة داؤد: إلى جنات الخلد..دكتور/ حسن عبدالوهاب
د/ أسامةمحمدجمعةداؤد: إلى جنات الخلد..دكتور/ حسن عبدالوهاب
لم ألتق الفقيد الدكتور/ حسن عبد الوهاب كثيراً في هذا العام ، ولم استنطق أهله ومعارفه أو أوثق سيرته ولكني استحضر اللحظات المضيئة التي التقيته فيها في الماضي القريب والبعيد ، بجلبابه الأبيض أو بدلته الأنيقة ،ووجهه الصبوح ، ومشاعره الرقيقة التي حملته حملاً حسناً للاعتذار لعميد كليه القرآن السابق لأنه لم يشر إلى جهده في احتفال تكريم الفائزين بجوائز القرآن، وقد عرفته مستقيماً سليم النفس ، يحمل كل كلمه تصدر من أخيه محمل خير عندما انتقدت اللجنة العليا لتكريم الفائزين لعدم إدارجها اسم إحدى الطالبات الفائزات في قائمة المكرمين، وما هي إلّا دقائق وتواصل معي طالباً عنوانها، وقد كانت حضوراً في اليوم التالي لتنال حظها من التكريم والتقدير، وقد عرفته من ألسنه طلابه الخريجين الذين كانوا يمتدحون خلقه وأدبه، ويتجمهرون في قائمة إشرافه ، لم تغيره السلطه ولم يتوارى من أصدقائه وطلابه بعد ذهابها ، فقد كان لين الجانب ، صدوق الأخاء في الشدة والرخاء، أحبه القريب والقاصي وألفه المتسخط والراضي.
فقد كان سياسياً بارعاً ورمزاً من رموز جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، عرف بكرمه وتواضعه وإرادته القوية وقدرته على التخطيط والتقييم والتقويم.
وقد تحدث المتحدثون كثيراً عن النظام السابق وأنصاره لكنه كان أحسنهم محضراً، وأقلهم ملالة ، وأسرعهم موده ، وأقطعهم عداوة ، لم يتعالى عن الناس ، ولم يعرف الحقد ولا الحسد ، ولا الشماتة ولا البغي ولا اللهو ولا الفخر ولا الكذب ، منذ أن عرفته وفياً بعهده وقائماً بفرضه وراضياً بقدره .
لقد عاني المرض ولكنه لم يظهر لأخوانه الجزع والضجر ، وقد كان كالطود المنيع والحبل الرفيع ، لم ينكسر ولم يذل أو يهان لأنه كان طاهراً طهوراً خرج من الدنيا ، ولا يملك فيها بيتاً ولا سيارة ، لكنه ترك أدباً وفكراً كما ترك طلابه وأبناءه الذين حشد إراتهم وبلور مثلهم وأخلاقهم. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).