دكتور علاء الدين النور يكتب: السودان وطنٌ مختطف وكامل إدريس خادمٌ للشرعية المزيفة
السودان وطنٌ مختطف وكامل إدريس خادمٌ للشرعية المزيفة
✍️المناضل الوطني الثوري المستقل الذي لا يهادن في الحق
بقلم: دكتور. علاء الدين النور
ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أكثر النهايات المتشابهة حين تكون البدايات خائبة، مختنقة، ملوثة بالخضوع والتسويات!
ها نحن نرى الدكتور كامل إدريس، الرجل الذي ظل لعقود يقدم نفسه كرمزٍ للفكر القانوني والانتماء الدولي و”النقاء المدني”، يقف اليوم في مقدمة الصفوف، لا ليقود ثورة، بل ليغطي خيانة.
نعم، خيانة!
فما حدث ليس توليًا بريئًا لمنصب، بل قبولٌ مشين بلعبة قذرة عنوانها “شرعنة الانقلاب العسكري”، وجوهرها تلميع صورة البرهان وفلول النظام القديم، من وراء ستار هشٍّ من “التكنوقراط” و”الحكمة” و”التوافق”.
أي توافق هذا؟
هل التوافق يعني مصافحة يدٍ ملطخة بدماء الشهداء؟
هل التوافق هو الجلوس مع جنرالات صادروا الوثيقة الدستورية، ودهسوا حلم شعب كامل بحذاء الطمع والتسلط؟
إن كامل إدريس اليوم لا يمثل صوت الوطن، بل هو ختم رسمي جديد على وثيقة الانهيار.
هذا الرجل، الذي دأب لعقود على تلميع واجهات البشير، كان ولا يزال جزءًا من منظومة التبرير والتأثيث الزائف للأنظمة القمعية. من “الانتخابات” التي باركها في عهد الطاغية البشير، إلى صمته المزمن عن ممارسات الإنقاذ، ظل كامل إدريس يبحث عن دور، لا يهم تحت أي مظلة، طالما أن الواجهة ناصعة بالخطاب الأكاديمي والرطانة الدولية.
وها هو اليوم، بعد أكثر من خمسة وعشرين عامًا من تهافته على المناصب، يجد أخيرًا ما يشتهيه: رئاسة وزراء بلا دولة، وشرعية بلا شعب، وسلطة بلا سيادة.
لكن المفارقة المريرة أن الرجل لا يحكم، ولا يقرر، ولا يُستشار حتى في الظلال.
هو مجرد واجهة مدنية يُسَوَّق بها انقلاب البرهان في الخارج، تمامًا كما كان يُسَوَّق بها البشير أمام المجتمع الدولي ذات يوم.
أي خزيٍ هذا يا كامل إدريس؟
أأغرتك اللافتة البرّاقة للمنصب حتى نسيت أن هذا الشعب العظيم قد خرج بالملايين، وأسقط من هم أقوى من البرهان وأدهى من حلفائه؟
أأعماك بريق “السلطة” عن رؤية الحقيقة العارية: أنك تقف اليوم ضد إرادة الثورة، وضد دماء الشهداء، وضد الوطن نفسه؟
إنك يا كامل لست ضحية السياق كما يدافع البعض، بل أنت شريكٌ في صناعته، وشاهد زور على مجزرة سياسية تذبح الدولة من الوريد إلى الوريد.
أنت لست المحاصر، بل أنت من اختار بإرادته أن يتحوّل إلى ختم على صك الخيانة، وصورة “مدنية” في ألبوم عسكري–إسلامي فاسد.
لقد قبلت أن تكون واجهة لسلطة فاقدة للشرعية، وأتيت لا على ظهر مشروع وطني، بل فوق ركام وطن منهار، تحكمه الميليشيات، وتتقاسمه الجيوش، وتنهشه عصابات الفساد والمصالح.
أتظن يا كامل أن التاريخ سيعفيك من الحساب؟
أن سِجلك الدولي سيغسل عنك عار السكوت والتبرير والمشاركة؟
أن طهر المصطلحات سيغطي دنس التحالف مع العسكر والفلول؟
كلا، والله.
إنك اليوم تقبض على جمرة، لا لتنقذ بها الوطن، بل لتحترق معها كرمز أخير لانحدار القيم المدنية أمام التكتيك الانتهازي.
وإذا كان البرهان قد خسر شرعيته بانقلابه على الوثيقة، فإنك خسرت ما تبقى من سمعتك بقبولك أن تكون شاهد الزور على هذا الانقلاب.
لن نقبل بسلطة مدنية زائفة، تُدار من خلف الستار بمزاج الجنرالات وأجندات الإسلاميين.
لن نقبل بأن يُختزل الوطن في حفلة مناصب يوزعها العسكر على من يتلو عليهم نشيد التكنوقراط.
كامل إدريس، أنت لست رئيس وزراء، بل عُملة مزيفة في سوق السياسة السودانية المختطفة.
وإن لم تعلن استقالتك اليوم وتكشف الحقيقة كاملة، فاعلم أن مكانك في سجل الخونة—not في طابور الشرفاء.
السودان لا يحتاج إلى مسكِّنات. السودان يحتاج إلى جراحة جذرية تقتلع جذور الفساد والانقلابات والوجوه القديمة المتجددة.
وسيظل صوتنا عاليًا:
لا شرعية للبرهان،
ولا تفويض لمن يخون الثورة،
ولا مكان بعد اليوم لمَن يصافح القتلة باسم الوطن!
#شباب_السودان_الحر