د. أحمد التيجاني يكتب: بين لعنات الماضي وخيارات المستقبل : لماذا يغضبكم مشروع التأسيس
بين لعنات الماضي وخيارات المستقبل : لماذا يغضبكم مشروع التأسيس
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
رسالة مفتوحة إلى أمين عون الشريف حول الشتيمة، الهوية السودانية، ومشروع بناء الدولة المدني
عندما نشرتُ الخبر الموثّق:
تحالف السودان التأسيسي يرحب بقرار محكمة العدل الدولية بشطب دعوى جماعة الإخوان المسلمين ضد دولة الإمارات ،
كتب لي الابن أمين عون الشريف معلّقًا:
“أنت عبد وعميل للإمارات وآل دقلو.”
فكان ردي:
لماذا يا ابني؟
لماذا تجنح للشتيمة كما يفعل الكيزان؟
هل نظرت حولك، وفي تاريخ حياتك وبلدك منذ الاستقلال؟
هل تصدقني إذا قلت لك إنني زرت خلال حياتي العملية والاجتماعية ٨٨ دولة، ووجدتُ السودان أكثرها تخلفًا، وأكثرها فوضى، وأكثرها معاناة من فقدان الهوية والانتماء؟
وما شأن قولك الغاضب وغير اللائق؟
أمام السودان خياران لا ثالث لهما :
**إما أن يظل في الوحل الذي غرق فيه منذ الاستقلال، يلعق أحذية العروبيين العنصريين والكيزان وتجار الدين والمغتصبين،
**أو أن يشرع في مشروع يُحرّره من قبضتهم ويبني دولة مدنية سلمية ديمقراطية لا مركزية، يجد فيها المواطن السوداني هويته واحترامه لنفسه.
لماذا يغضبك مشروع “التأسيس”؟
— هل لأنه أول تجمع مدني مبني على دستور وميثاق يُساوي بين جميع أهل السودان؟
— أم لأن دستوره لا يسمح بالعودة لحكم العسكر والبندقية والفواحش والبغاة والقتلة؟
لماذا يثيرك تكوين مشروع لإعادة الشرعية إلى حكم مدني ثوري، انقلبت عليه الحركة الإسلامية (الكيزان والدواعش ومليشيات البراء وعلي عثمان وكل مجرم أفاك وخائن)؟
لماذا تصفني بأنني عميل للإمارات وآل دقلو؟
لماذا لا تعترف، بغضبك، لانني ببساطة لست عميلًا لمصر أو قطر أو إيران؟
لماذا لا تتبصّر، وترى موقعك بوضوح، وأنت تدعم حكمًا كيزانيًا جاهلًا وعميلًا؟
**هل قرأت ميثاق التأسيس ودستور التأسيس؟
**هل تعرف أنهما ينصّان صراحة على حكم مدني لكل السودان، ولا يسمحان للجيش بالعمل في السياسة، وأن مهمة الجيش الوحيدة هي حماية السودان؟ وهذا، للأسف، ما لم تفعله القوات المسلحة السودانية منذ ١٩٥٦م.
**السودان اليوم بؤرة تخلف وعدم احترام للذات، بل أُوقع عمدًا في حرب خططت لها ونفذتها مليشيات الكيزان للقضاء على الثورة ديسمبرية.
هل فات عليك حجم الإعدادات الجارية لجعل السودان بؤرة نتنة للحركات الإسلامية العالمية وما جاء مشاعًا لإرهابي حماس والدواعش؟
**اهدأ، وجرّب أن تُفكر بعمق : كيف ينهض هذا البلد، الذي ما زالت سلطاته التاريخية الفاشلة تنظر بدونية إلى محاولات التغيير، بينما تتشبّث نخبته المركزية بشهادات نسب مفبركة وغير ضرورية الي أصول عربية ؟
المراجع والسياق المرتبط:
١. ميثاق تأسيس السودان: الوثيقة السياسية التي تنص على إنشاء دولة مدنية ديمقراطية لا مركزية تساوي بين جميع السودانيين، وتفصل الجيش عن السياسة.
٢. دستور التأسيس: الوثيقة الدستورية التي وضعت أسس الحكم المدني الثوري، ورفضت عودة العسكر أو الإسلام السياسي إلى السلطة.
٣. التاريخ السياسي للسودان منذ الاستقلال (١٩٥٦م): سياق الحروب والانقلابات العسكرية، وتاريخ الفشل في بناء دولة وطنية جامعة.
٤. الثورة ديسمبرية: الحراك الشعبي الذي أسقط نظام البشير وواجه مؤامرات الكيزان لإجهاضه.