بيت الشورة :عمر الكردفاني …..مخازن ومخازي

للاسف لم اجد افضل من الجملة عاليه عنوانا للمقال بسبب ما شاهدت من عنت يلقاه شرائح من السودانيين عمال وموظفين وعملاء داخل مخازن شركات الطيران العالمية واعني هنا مخازن البضائع التي تسمى جزافا بالمخازن وهي في حقيقة الامر مجرد خرابات يتم تخزين البضائع بها حيث يقوم بالعمل داخلها كل منسوبي تلك الشركات بالاضافة الى العمال الذين يعملون سحابة يومهم في مخازن تفتقر الى ابسط مقومات الحياة وليس الرفاهية او بيئة العمل بل ليست هنالك حتى ابسط مقومات حفظ وتخزين البضائع وهي بضائع باهظة تأتي الى البلاد عبر خطوط الطيران المختلفة ؛ ثم نجد بعد ذلك ما يعانيه العاملون في مجالات الجمارك والمباحث والشرطة الامنية والمخلصين الجمركيين الذين يضطرون للعمل في هذه البيئة الخانقة والتي تسبب الاختناق كأقل تأثير .
غداة احتراق البضائع المشهورة بميناء سواكن استنطقني زملاء اعزاء باحدى القنوات الفضائية عن الحادث فتحدثت عن الامر موضحا انه وحتى ادوات اطفاء الحرائق بالمخازن التي تمتلكها وتديرها شركات كبيرة ؛تلك المعدات ما هي الا جرادل الرمال التي تجدها مطلية باللون الاحمر وموضوعة داخل المخزن (الا من رحم ربي)
ان الشروط القياسية للمخازن عموما والمتخصصة منها بالتأكيد ليست رفاهية ولا هي لجذب العميل بل هي اتفاق في المعايير المهنية والاخلاقية التي يجب ان تتوفر خاصة تلك المتعلقة بالمخاطر اذ يجب على مالك المخزن اولا ان يوفر بيئة العمل الانسانية لعماله قبل عملائه بالاضافة الى معدات السلامة المعروفة من ملابس واحذية ثم الوحدة الصحية هذا لعماله فقط ثم العملاء والموظفين الحكوميين وهم ليسوا مضطرين للعمل في خرابة بل يجب ان يعملوا في بيئة جاذبة ثم هنالك عوامل حفظ البضائع التي تجدها مكدسة كيفما اتفق دون ان يتم فرز الانواع المختلفة بعيدا عن بعضها اذ تجد الاغذية جوار المواد الاخرى التي قد تضر بصحة البشر والملبوسات جوار المعدات والمصنوعات الكيميائة وغيرها من الاشياء التي يقوم اصحابها بشحنها جوا الى السودان هذا فضلا عن تكدس كل تلك البضائع تحت الشمس احيانا عندما تكثر البضائع المشحونة جوا خاصة في الاعياد والمناسبات المختلفة .
ثم ماذا بعد؟
ان المجاملة في كل امور الحياة هو ديدن السودانيين على كافة مستوياتهم الادارية والانسانية والاجتماعية ما يقود الى تدمير المؤسسات خاصة تلك التي يجب ان لا نقامر بها في ظل المنافسة العالمية في الاقتصاد الذي يحتاج الى بنى تحتية تجذب الرساميل العالمية ,ولكن ان تكون تلك البنى بهذه القذارة من لدن صالات مطار الخرطوم الى مخازن البضائع العالمية فهذا يعني اننا خارج المنافسة بالرغم من الاشراقات التي يجلبها لنا رؤساء الهيئات والمؤسسات التي تفاوض باسمنا في المحافل العالمية لياتي المستثمر ويصطدم بان مطارنا يفتقر الى دورة مياه اعزكم الله وان مخازن البضائع العالمية عبارة عن خرابات فيهرب ولسان حاله (انج سعد فقد هلك سعيد)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.