خالد اسماعيل يكتب : كينيا مصدرة الشاي والورد… اكبر اقتصاديات شرق أفريقيا بناتج 116 مليار دولار
كينيا مصدرة الشاي والورد … اكبر اقتصاديات شرق أفريقيا بناتج 116 مليار دولار
بقلم/ خالد اسماعيل
ما اظن ان كينيا تتاثر بحجم التعامل في الشاي حيث انها تعتبر من احد اهم ثلاثه دول في العالم وهي تعتمد علي زهور القطف وليس الشاي في ميزان مدفوعاتها العالمي
ونسة شاي كيني فما هو حجم التأثير الاقتصادي لقرار حظر الواردات الكينية الذي اتخذته سلطة بورتسودان غير الشرعية.
بلغ حجم التبادل التجاري بين السودان وكينيا قبل الحرب حوالي 80 مليون دولار سنوياً. وعندما نتحدث عن حجم التبادل التجاري نقصد مجموع ما نصدره لدولة معينة وما نستورده من تلك الدولة.
وميزان التبادل التجاري بين السودان وكينيا في صالح الأخيرة أي كينيا بفارق كبير حيث لم تتعدى صادرات السودان لكينيا ال 6 مليون دولار سنوياً منها حوالي 5 مليون دولار صادرات ذرة. ووارداتنا من كينيا كانت 74 مليون دولار، منها 45 مليون واردات شاي، و 29 مليون دولار واردات تبغ لحساب مصانع النيل الأزرق للسجائر.
بعد اندلاع الحرب تقلصت واردات الشاي من 45 إلى 29 مليون دولار والتبغ من 29 إلى أقل من 4 مليون دولار بسبب توقف مصانع النيل الأزرق. إذن تأثير القرار الفعلي سيكون في حدود 33 مليون دولار. وهذا المبلغ ليس بالكبير، إلا أنه ليس بلا تأثير خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة في سوق الشاي العالمي لكن في المقال ما أعلنه احد مستشاري الدعم السريع عن استمرار التبادل التجاري مع كينيا هذا يعني ان كينيا لن تتضرر بل ربما تعظم تجارتها عبر جيران السودان مع تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الكيني يعتبر من أكبر اقتصادات دول شرق افريقيا حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي بها حوالي 116 مليار دولار، وذلك أكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للسودان قبل الحرب، حوالي 45 مليار دولار، تقلص في 2023 لأقل من 30 مليار.
ومع ذلك يواجه السودان مشاكل مالية معقدة من أجل سد الفجوة في الموازنة العامة ومن أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه الدائنين وخاصة وأنه بعد الحرب حدث انهيار شبه تام للاقتصاد وتحطيم كامل للبنية التحتية التي دمرها الكيزان.
وواردات السودان من الشاي الكيني قليلة نسبياً مقارنة بالحجم الكلي للصادرات الكينية من هذه السلعة. فكينيا من أكبر الدول المصدرة للشاي في العالم وتحتل المركز الثالث بعد الصين والهند بصادرات سنوية تبلغ قيمتها حوالى مليار دولار. أكبر مستورد للشاي الكيني هو مصر بما يعادل 250 مليون دولار سنوياً.
العجيب أن كينيا، تجني من صادرات الورود أكثر من دخلها من الشاي إذ تبلغ قيمة ماتصدره من الورود ما يزيد على المليار و300 ألف دولار، وهي تسيطر على أكثر من ثلث سوق الورود في أوروبا وما يقارب نصف واردات السوق الهولندي. وإذا أضفنا حصيلة صادرات الشاي والورود سينجد أن القيمة الإجمالية لهتين السلعتين تفوق المليارين وثلاثمائة ألف دولار، أي ما يفوق صادرات السودان السنوية من الذهب. ذلك دون الأخذ في الاعتبار ما يسببه انتاج الذهب من ضرر بيئي و اجتماعي و دون حساب نصيب الذهب في ما خسرناه في هذه الحرب باعتبار أن الذهب هو أحد أهم العوامل الكامنة وراء الحرب.